كانت السياسة الخارجية الرسمية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في الثلاثينيات قائمة على الرغبة في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى. بشكل غير رسمي ، كان من المفترض أن تؤدي السياسة الخارجية للدولة السوفيتية إلى انتشار أيديولوجية الشيوعية وأفكار الثورة العالمية. ومع ذلك ، وبحلول بداية الثلاثينيات ، أدركت الحكومة أن هذا مستحيل. تأتي الحاجة إلى تعزيز القوة في البلاد في المقدمة.

بفضل عمل الدبلوماسيين السوفييت ، تم رفع الحصار الاقتصادي في بداية العشرينيات من القرن الماضي. وبحلول عام 1933 تم الاعتراف بالدولة الجديدة بالفعل. في عام 1924 ، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بنجاح مع الدول الأجنبية. استؤنفت التجارة مع أهم القوى الأوروبية: إنجلترا وإيطاليا وألمانيا وغيرها. من نواح كثيرة ، أصبح هذا ممكنًا بفضل أنشطة مفوضي الشعب السوفيتي الأول للشؤون الخارجية (شيشيرين ، ليتفينوف). كما ساهم توقيع المرسوم الخاص بامتيازات مجلس مفوضي الشعب (1920 ، 23 نوفمبر) في تحسين الوضع الدولي.

حكومة الاتحاد السوفياتي ، على الرغم من الوضع الصعب نوعًا ما في البلاد ، راقبت أيضًا التغييرات في الوضع الدولي. كانت السياسة الخارجية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عشية الحرب ، بعد وصول الحزب الاشتراكي الوطني إلى السلطة في ألمانيا ، تهدف في البداية إلى تعزيز الحدود وتشكيل نظام أمني أوروبي جاد. كان الدبلوماسيون السوفييت يعملون بنشاط في هذا الاتجاه. ومع ذلك ، لم تحقق الجهود الدبلوماسية نتائج ملموسة ، مما أدى في النهاية إلى بعض التقارب بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا. أصبح الاتحاد السوفيتي عضوًا في عصبة الأمم (1934) ، وفي العام التالي تم إبرام اتفاق بشأن المساعدة المتبادلة مع فرنسا. استخدم هتلر هذا الظرف بنجاح. أدى إبرام المعاهدة ، الذي يعتبر إجراءً موجهًا ضد ألمانيا ، في كثير من النواحي إلى الاستيلاء على منطقة الراين.

تدريجيا ، نمت شهية هتلر. في عام 1936 ، بدأ تدخل إيطاليا وإسبانيا. في وقت لاحق ، في عام 1938 ، أدان الاتحاد السوفياتي نقل ألمانيا سوديتنلاند إلى تشيكوسلوفاكيا. أدت السياسة الأوروبية المتمثلة في استرضاء المعتدي فيما بعد إلى الاستيلاء على أراضي بولندا وتشيكوسلوفاكيا.

حتى أن أحداث السياسة الخارجية في ذلك الوقت جعلت من الممكن افتراض احتمالية نشوب صراع عسكري مع ألمانيا. ومع ذلك ، فإن المسار نحو التقارب أعطى الاتحاد السوفيتي وقتًا لتطوير الصناعة والاقتصاد ، وإنشاء جيش جاهز للقتال. بذلت الدولة قصارى جهدها لمنع بدء المواجهة مبكراً.

نتج عن التغيير في السياسة الخارجية اتفاقية عدم اعتداء مولوتوف-ريبنتروب المبرمة بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا في أغسطس 1939 والبروتوكول (السري) بشأن ترسيم حدود مناطق نفوذ القوتين. في الوقت نفسه ، قطعت العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا وإنجلترا.

في النصف الأول من عشرينيات القرن الماضي ، كانت المهمة الرئيسية للسياسة الداخلية هي استعادة الاقتصاد المدمر ، وإنشاء أساس مادي وتقني واجتماعي ثقافي لبناء الاشتراكية ، وهو ما وعد به البلاشفة للشعب.

بعد الحرب الأهلية ، استمرت سياسة "شيوعية الحرب" في العمل ، ولكن نشأت الأزمة السياسية والاقتصادية في أواخر عام 1920 - أوائل عام 1921. أظهر أن الحكومة البلشفية بحاجة إلى الانتقال إلى سياسة اقتصادية أكثر مرونة.

في المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الثوري (ب) في مارس 1921. أعلن لينين الانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة. من الناحية التشريعية ، تمت إضفاء الطابع الرسمي على الانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة من خلال مراسيم صادرة عن اللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا ومجلس مفوضي الشعب ، قرارات المؤتمر التاسع للسوفييتات ، في ديسمبر 1921.

الأهداف الرئيسية للشراكة الجديدة للطاقة:

سياسي - لإزالة التوتر الاجتماعي في البلاد ، لتقوية القاعدة الاجتماعية للسلطة السوفيتية في شكل تحالف من العمال والفلاحين.

اقتصادي - للحيلولة دون تفاقم الدمار والخروج من الأزمة واستعادة الاقتصاد.

اجتماعي - توفير الظروف المواتية لبناء مجتمع اشتراكي.

الأنشطة الرئيسية للشراكة الجديدة للطاقة:

1. بدأ إدخال السياسة الاقتصادية الجديدة مع الزراعة - تم استبدال مخصصات الغذاء بضريبة الغذاء. الآن لم يصادر الفلاحون كل الحبوب تقريبًا بما يتجاوز معايير البذر والمعيشة ، ولكن تم دفع ضريبة ثابتة فقط ، والتي تم الإعلان عنها مسبقًا. بقي كل الفائض المتبقي بعد دفع الضريبة تحت تصرف الفلاحين.
2. سُمح للفلاح بالتجارة الحرة في منتجات مزرعته.
3. في الصناعة ، سُمح للأفراد بفتح شركات صغيرة واستئجار شركات متوسطة الحجم.
4. تم منح مؤسسات الدولة المزيد من الاستقلالية (الاكتفاء الذاتي وحساب التكاليف).
5. تم منح رأس المال الأجنبي الحق في إنشاء مشاريع مشتركة مع دولتنا.
6. تم إلغاء السخرة ، مما أعطى سوق العمل.
7. بدلاً من نظام معادلة للأجور ، تم إدخال نظام تعريفة للدفع.
8. تم إجراء إصلاح نقدي - تم إدخال وحدة نقدية صلبة مدعومة بالذهب.

نتائج السياسة الاقتصادية الجديدة:

بحلول عام 1923 ، تمت استعادة معظم المناطق المزروعة قبل الثورة.

في عام 1925 تجاوز إجمالي محصول الحبوب متوسط ​​المستوى السنوي لروسيا قبل الحرب بنحو 21٪.

تحسن توريد المواد الخام الزراعية للصناعة.

في عام 1926 ، تم الوصول إلى مستوى الإنتاج الصناعي قبل الحرب للأنواع الرئيسية من المنتجات.

تحسنت الظروف المعيشية لسكان الحضر والريف.

بدأ إلغاء نظام تقنين توزيع الغذاء.

اعتبرت السياسة الاقتصادية الجديدة مرحلة انتقالية من الرأسمالية إلى الاشتراكية على أساس الاستخدام الواسع لعلاقات السوق ، والتراجع المؤقت ، وقبول الرأسمالية تحت سيطرة الحزب. تم فرض الضرائب على رواد الأعمال من القطاع الخاص ("NEPmen") ، ووضعهم تحت السيطرة ، وكانت حقوقهم محدودة. بينما كان السوق مملوكًا لتاجر خاص ، كان من الضروري تطوير اقتصاد الدولة. كان من المفترض أن تضمن السياسة الاقتصادية الجديدة انتصار الاشتراكية.

1. تشكيل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية:

بعد ثورتي فبراير وأكتوبر عام 1917 ، لوحظت عملية تفكك الإمبراطورية الروسية. ومع ذلك ، لم يتم تشكيل دول مستقلة حقًا على أي أرض وطنية ، باستثناء فنلندا وبولندا. أُجبرت جميع المناطق ، التي أعلنت استقلال دولتها ، على الاعتماد في النهاية على تحالف مع "البيض" أو "الحمر". وهذا يشير إلى أن الحركات الوطنية كانت تسعى جاهدة من أجل الاستقلال الإقليمي ، ولكن ليس من أجل الدولة الوطنية.

بعد نهاية الحرب الأهلية ، كان هناك عدد من الدول المستقلة رسميًا على أراضي الإمبراطورية الروسية السابقة: جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ، وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية ، وجمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية ، وأذربيجان الاشتراكية السوفياتية ، وجمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية ، وبخارى الاشتراكية السوفياتية ، وخوارزم NSR ، وجمهورية الشرق الأقصى. كان لكل جمهورية هيئاتها الخاصة من سلطة الدولة وإدارتها ، وكان لها دستورها الخاص ، ولكن في الواقع في معظمها كانت السلطة تنتمي إلى الأحزاب الشيوعية الوطنية التي كانت جزءًا من الحزب الشيوعي الثوري (ب). سهّل هذا عملية توحيد الجمهوريات ذات السيادة في دولة واحدة. في الوقت نفسه ، دفعت الظروف الاقتصادية أيضًا إلى توحيد الدولة: الترابط الاقتصادي والترابط الاقتصادي بين المناطق الوطنية التي تطورت على مر القرون.

في عام 1920 - 1922 أبرمت جميع الجمهوريات السوفيتية مع روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية وفيما بينها اتفاقيات ثنائية بشأن الاتحاد الاقتصادي والدبلوماسي. وفي عام 1922 شكلت أذربيجان وجورجيا وأرمينيا الاتحاد الاشتراكي السوفياتي عبر القوقاز.

تتطلب مهام استعادة وتطوير اقتصاد الجمهوريات ، وتعزيز النظام السياسي السوفياتي والقدرة الدفاعية مزيدًا من التحسين للعلاقات القائمة.

في أغسطس 1922 ، شكل المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب) لجنة لإعداد مشروع قانون بشأن شكل جديد من الجمعيات الحكومية.

تم تبني فكرة لينين لتشكيل دولة اتحاد كاتحاد الجمهوريات المتساوية.

في ديسمبر 1922 ، عُقدت مؤتمرات السوفييتات في جميع الجمهوريات ، ووافق المشاركون فيها على اقتراح لينين.

في 30 ديسمبر 1922 ، انعقد أول مؤتمر للسوفييتات لعموم الاتحاد ، والذي وافق على إعلان ومعاهدة تشكيل الاتحاد السوفياتي.

أعلن الإعلان مبادئ الطوعية في تكوين الجمعيات والمساواة بين الجمهوريات وحقهم في الانسحاب بحرية من الاتحاد.

حددت المعاهدة نظام السلطات الاتحادية واختصاصاتها وعلاقاتها مع الهياكل الإدارية الجمهورية.

نقلت الجمهوريات جزءًا كبيرًا من سلطاتها إلى الهيئات المركزية: التمثيل الدولي ، والدفاع ، ومراجعة الحدود ، وأمن الدولة ، والتجارة الخارجية ، والنقل ، والميزانية ، والاتصالات.

في اختصاص الجمهوريات النقابية بقيت: الشؤون الداخلية ، الزراعة ، التعليم ، العدل ، الضمان الاجتماعي ، الرعاية الصحية. تم إعلان مؤتمر السوفييتات لعموم الاتحاد الهيئة العليا للسلطة ، وفي الفترة ما بين المؤتمرات - اللجنة التنفيذية المركزية (CEC) للسوفييتات. وتتكون من مجلسين تشريعيين: مجلس الاتحاد ومجلس القوميات. أصبح مجلس مفوضي الشعب في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الهيئة التنفيذية العليا.

توسع الاتحاد السوفيتي تدريجياً: في عام 1924 ، دخلت أوزبكستان وتركمانستان إليه ، في عام 1929 - طاجيكستان ، في عام 1936 - تم تقسيم قيرغيزستان وكازاخستان وجمهورية القوقاز إلى جمهوريات أذربيجان والأرمينية والجورجية ، التي دخلت الاتحاد السوفياتي بشكل مستقل. في عام 1940 ، تم ضم ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ومولدافيا وجمهورية كاريليا الفنلندية (تحولت الأخيرة من حالة جمهورية إلى جمهورية كاريليا المستقلة الاشتراكية السوفياتية في عام 1956). منذ ذلك الوقت ، كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية يتألف من 15 جمهورية.

استمر الاتحاد السوفياتي حتى نهاية عام 1991.

1. التصنيع في الاتحاد السوفياتي.

التصنيع هو عملية إنشاء إنتاج آلة على نطاق واسع في جميع قطاعات الاقتصاد.

في النصف الثاني من العشرينات ، كانت أهم مهمة للتنمية الاقتصادية للبلاد هي حل مشكلة التحديث - تحويل البلاد من دولة زراعية إلى صناعية ، وضمان استقلالها الاقتصادي وتعزيز قدرتها الدفاعية. لكن الآليات الاقتصادية للسياسة الاقتصادية الجديدة ، المناسبة لفترة الانتعاش ، بدأت تتعثر:

استنفدت احتياطيات المعدات الصناعية وظهرت الحاجة إلى استثمارات ضخمة لإعادة بناء المصانع القديمة وإنشاء فروع جديدة للصناعة ؛

حاول رواد الأعمال ، الذين شعروا بزمانيتهم ​​وهشاشة الموقف ، إنفاق الأرباح التي حصلوا عليها في أسرع وقت ممكن ، والعيش من أجل متعتهم الخاصة ولم يفكروا في أي استثمارات رأسمالية طويلة الأجل ، وتوسيع نطاق الأنشطة وإنتاج السلع ؛

النقص في السلع الصناعية (حدث أيضًا لأن رأس المال الخاص كان موجهاً في المقام الأول إلى التجارة).

في ظل هذه الظروف ، كان من الضروري تطوير برنامج اقتصادي جديد بشكل أساسي يلبي متطلبات التحديث.

في ديسمبر 1925 ، في المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد ، تم الإعلان عن مسار نحو التصنيع. في الوقت نفسه ، تم تحديد أهدافها الرئيسية:

القضاء على التخلف الفني والاقتصادي للبلاد.

تحقيق الاستقلال الاقتصادي.

إنشاء صناعة دفاعية قوية ؛

تطوير الفروع الأساسية للصناعة أولاً وقبل كل شيء (الوقود ، المعادن ، الكيماويات ، صناعة الآلات).

تم تشريع بداية سياسة التصنيع في أبريل 1927 من قبل الكونغرس الرابع للسوفييتات لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

مقاييس التصنيع الرئيسية:

1) تم تقديم نظام تخطيط مدته خمس سنوات - خطط خمسية (أهداف محددة بوضوح يجب تحقيقها في غضون خمس سنوات - عدد المصانع ، والإنتاج السنوي ، وما إلى ذلك).

2) مركزية توزيع الأموال والموارد.

3) وحدة القيادة في إدارة فروع الصناعة والقيادة التوجيهية.

4) أقصى تطوير لإنتاج وسائل الإنتاج (سلع المجموعة أ)

آليات ووسائل التصنيع:

1) تحويل الأموال من القطاع الزراعي إلى القطاع الصناعي (تم تصدير المواد الغذائية من الدولة للبيع).

2) تم تصدير مواد أولية (خشب ، زيت ، إلخ) للبيع.

3) تم بيع كنوز المتاحف.

4) بدأت الحكومة في إصدار القروض ، وإصدار الأموال.

5) تم تنظيم نظام المنافسة الاشتراكية الذي أثار الحماس الجماهيري ، حركة ستاخانوفست.

نتائج السنوات الخمس الأولى

أول خطة خمسيةاكتمل في 4.3 سنوات (1928-1932). على الرغم من عدم تنفيذ جميع مهام الخطة الخمسية ، فقد تم اتخاذ خطوة مهمة في مجال التصنيع:

زيادة إنتاج منتجات الصناعات الثقيلة 2.8 مرة ؛

الإنتاج في مجال الهندسة الميكانيكية - 4 مرات ؛

تم بناء 1500 شركة ؛

إنشاء 100 مدينة ؛

تم تشغيل سكة حديد تركستان - سيبيريا - 1500 كم ؛

تم تشغيل عمالقة Dneproges و Magnitogorsk و Kuznetsk المعدنية ومناجم الفحم الكبيرة في دونباس و Kuzbass ومصانع الجرارات Stalingrad و Kharkov ومصانع السيارات في موسكو وغوركي.

في العالم ، احتل الاتحاد السوفياتي المرتبة الأولى من حيث معدلات نمو الإنتاج ، وحصل على الاستقلال الاقتصادي.

الخطة الخمسية الثانيةتم الانتهاء منه أيضًا قبل الموعد المحدد ، في 4 سنوات و 3 أشهر (1933-1937) - في الخطة الخمسية الثانية ، بدأ الاتحاد السوفياتي في التحول من دولة صناعية زراعية إلى قوة صناعية - زراعية:

تم بالفعل بناء 4500 شركة ؛

زاد إنتاج الصلب 3 مرات ؛

زيادة إنتاج الكهرباء 2.5 مرة ؛

ظهر العمالقة - Uralmash ، مصنع Kramatorsk Machine Building ، مصنع Chelyabinsk للجرارات ، مصنع Ural Car Building Plant ، Azovstal ، Zaporizhstal ، مصانع الطائرات في موسكو ، خاركوف ، كويبيشيف.

تم وضع أول خط مترو في موسكو.

في المجموع ، زاد الإنتاج الصناعي 4.5 مرة خلال الخطتين الخمسية. في فترة العشر سنوات التي حددها ستالين ، تفوقت الدولة ، من خلال جهود ومصاعب لا تصدق ، على أكبر دول أوروبا في قوتها الصناعية.

1. الجماعية

كان للاختراق الصناعي تأثير كبير على حالة مزارع الفلاحين. أثارت الضرائب المفرطة استياء سكان الريف. ارتفعت أسعار السلع المصنعة بشكل مفرط. في الوقت نفسه ، تم تخفيض أسعار شراء الخبز بشكل مصطنع. نتيجة لذلك ، انخفض إمداد الدولة بالحبوب من الفلاحين بشكل حاد. تسبب هذا في حدوث مضاعفات في مشتريات الحبوب وأزمة حبوب عميقة في نهاية عام 1927. كانت هناك حاجة إلى إعادة هيكلة جذرية للقطاع الزراعي.

في ديسمبر 1927 ، في المؤتمر الخامس عشر للحزب ، تقرر إصلاح القطاع الزراعي وفقًا للمبدأ اللينيني - للانتقال التدريجي من مزارع الفلاحين الخاصة الصغيرة من خلال التعاون إلى العمل الجماعي على نطاق واسع.

7 نوفمبر 1929 ظهرت مقالة ستالين بعنوان "عام الانعطاف العظيم" في برافدا ، والتي تحدثت عن تغيير جذري في تنمية الزراعة من الزراعة الفردية الصغيرة والمتخلفة إلى الزراعة الجماعية واسعة النطاق والمتقدمة.

تم التعبير عن التنفيذ العملي للمسار نحو التجميع في إنشاء المزارع الجماعية على نطاق واسع. تم تخصيص مبالغ كبيرة من ميزانية الدولة لتمويل المزارع الجماعية. تم تزويدهم بقروض تفضيلية ومزايا ضريبية وإمدادات بالآلات الزراعية.

لتزويد المزارع الجماعية بالقاعدة الأولية ، تم تنفيذ سياسة نزع الملكية. من نهاية عام 1929 حتى منتصف عام 1930. أكثر من 320 ألف شخص شردوا من ممتلكاتهم. مزارع الفلاحين. تبلغ قيمة ممتلكاتهم أكثر من 175 مليون. تم نقل الروبل إلى المزارع الجماعية.

لمساعدة السلطات المحلية في تنظيم المزارع الجماعية والسيطرة عليها ، تم إرسال 25 ألف شخص إلى القرية. شيوعيو المدن ("خمسة وعشرون ألفًا").

كان من المخطط تنفيذ التجميع على نطاق وطني بنهاية الخطة الخمسية الأولى. في سبتمبر 1931 وحدت المزارع الجماعية 60٪ من مزارع الفلاحين.

في عام 1934 غطت المزارع الجماعية 75٪ من مزارع الفلاحين. بنهاية الخطة الخمسية الثانية ، كان 93٪ من مزارع الفلاحين في المزارع الجماعية.

استخدم المزارعون الجماعيون في البداية أدواتهم الخاصة والماشية (الاجتماعية) ، والمواشي وأدوات مزارع الكولاك ، ثم مع تطور الصناعة ، تظهر المعدات المنقولة أو المباعة من قبل الدولة في حقول المزارع الجماعية. من أجل صيانة المزارع الجماعية في المناطق ، تم تنظيم MTS (محطات الآلات والجرارات). MTS واحد لعدة مزارع جماعية. تم انتخاب الرؤساء لقيادة المزارع الجماعية (بناءً على توصية من الهيئات الحزبية) ، والتي كانت تسيطر عليها بعد ذلك الهيئات الحزبية والعلمانية. تمت الموافقة على خطط المحاصيل الزراعية الجماعية من قبل اللجان التنفيذية للسوفييتات المحلية ، ثم تم إبلاغ المزارع بها.

لم يتم تحديد أجور المزارعين الجماعيين ومشغلي الآلات من خلال المزارع الجماعية ، ولكن من خلال الهيئات الحزبية والسوفياتية. في عام 1933 تم إدخال نظام التسليم الإلزامي للمنتجات الزراعية إلى الدولة. استولت المزارع الجماعية على ما يصل إلى 70٪ من المحصول. وتُرك الباقي لاحتياجات المزارع الجماعية والمزارعين الجماعيين.

تسببت إعادة تنظيم القرية وسحب المنتجات الزراعية من المزارع الجماعية ، والتي لم تكن قوية بعد ، في عام 1933. مجاعة في بعض المناطق وانخفاض في الإنتاج الزراعي.

لكن المشكلة الرئيسية للدولة مع ذلك تم حلها بنجاح - على الرغم من انخفاض الإنتاج الزراعي في المرحلة الأولى من التجميع ، زادت إمدادات الحبوب الحكومية بمقدار الضعف. وقد مكّن ذلك من ضمان الاستقرار في إمداد المدن والغذاء للعمال الصناعيين ، وتجميع الأموال لتطوير الصناعة.

بالإضافة إلى ذلك ، أنجزت الجماعية مهمة سياسية وأيديولوجية مهمة من خلال تدمير آخر بقايا الرأسمالية - اقتصاد الفلاحين المملوك للقطاع الخاص.

محاضرة رقم 12

معلومات مماثلة.

أسباب التحول إلى سياسة اقتصادية جديدةيجب البحث عنها في الوضع المحدد الذي ساد في روسيا السوفيتية بعد نهاية الحرب الأهلية. ألحقت الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية ، وكذلك سياسة "شيوعية الحرب" خسائر فادحة في اقتصاد البلاد. في بعض الصناعات ، عادت روسيا إلى عصور ما قبل البترين. أدى وجود الفائض إلى انخفاض حاد في الأراضي المزروعة. تم تدمير النقل بالكامل تقريبًا. تسببت الأزمة الاقتصادية في بطالة جماعية ونقص خطير في الغذاء. اندلعت المجاعة في بعض أنحاء البلاد. بدأت المقاومة الجماهيرية للسكان للسياسة التي انتهجها الحزب الشيوعي الثوري (ب). أصبحت الإضرابات في المراكز الصناعية الكبيرة أمرًا معتادًا ، واندلعت انتفاضات فلاحية قوية في سيبيريا وفي مقاطعة تامبوف. بحلول هذا الوقت ، أصبح من الواضح أن الثورة العالمية ، التي كانت القيادة البلشفية تعتمد عليها ، لن تحدث في المستقبل المنظور ، وبدلاً من دعم البروليتاريا الغربية ، تعرضت روسيا لحصار دولي. دفع لينين لتغيير المسار السياسي لانتفاضة كرونشتاد ، التي وقعت في مارس 1921. طالب البحارة الذين خرجوا لدعم عمال بتروغراد بإلغاء فائض التقييم وحرية التجارة ، والقضاء على احتكار البلاشفة للسلطة وإجراء انتخابات السوفيتات بمشاركة جميع الأحزاب السياسية. سار المتمردون تحت العلم الأحمر ، وكان هؤلاء هم نفس البحارة - "جمال وفخر الثورة" ، الذين ساعدوا البلاشفة في عام 1917 على الاستيلاء على السلطة في بتروغراد. بالنسبة للحزب الحاكم ، أصبح الوضع حرجًا. لذلك ، تم استخدام كل الوسائل - الدعاية والعسكرية - لقمع التمرد. تم إعلان البحارة "شركاء في الحرس الأبيض" ، وتم أخذ أسرهم كرهائن ، وتم حظر كرونشتاد. عُهد قمع التمرد إلى M.N. Tukhachevsky ، الذي قام أيضًا بإجراءات عقابية ضد فلاحي تامبوف. قامت قوات توخاتشيفسكي بسحق الانتفاضة. تم إطلاق النار على الآلاف من البحارة.

في هذا الوقت ، في 8 مارس 1921 ، بدأ المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الثوري (ب) عمله في موسكو ، والذي سُجل في التاريخ باعتباره الانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة. في المؤتمر ، بناءً على اقتراح لينين ، تم إلغاء تقييم الفائض ، وبدلاً من ذلك تم تقديمه ضريبة الطعام، حجم التي تم إبلاغ الفلاحين عن حجمها مسبقًا. بدأت عملية صعبة وطويلة للابتعاد عن مبادئ "شيوعية الحرب". وتجدر الإشارة إلى أن السياسة الاقتصادية الجديدة (NEP) لم تكن برنامجًا مصممًا مسبقًا. وجاءت الأنشطة التي تمت تماشياً مع هذه السياسة بمثابة رد فعل على مطالب الحياة وأثارت خلافات شرسة بين قيادة الحزب الحاكم.

ما هو جوهر السياسة الاقتصادية الجديدة؟ حدثت تغييرات ملموسة في الاقتصاد: تم إدخال ضريبة غذائية ، وسمح بالتجارة الداخلية الحرة ، وسمح للمؤسسات الخاصة ، وحصل الأجانب على فرصة لاستئجار المؤسسات الصناعية (انظر. تنازل). في 1922-1924 تم تنفيذ إصلاح العملة. حدثت كل هذه التغييرات تحت رقابة صارمة من جهاز الدولة ، الذي كان يسيطر على الأنظمة النقدية والضريبية ، واحتكار التجارة الخارجية ، والحق في الإشراف على المبادرات الخاصة.

في المجال السياسي ، أدت السياسة الاقتصادية الجديدة (NEP) إلى تعزيز استبداد البلاشفة بشكل أكبر. أوقفت قوى الإدارة السياسية للدولة (منذ عام 1922 حلت محل تشيكا) أخيرًا أنشطة الاشتراكيين الديمقراطيين (المناشفة) ، وفي صيف عام 1922 ، بمبادرة من لينين ، عُقدت محاكمة صورية ضد الاشتراكيين الثوريين. حزب، حفلة. في الحزب الحاكم نفسه ، تم حظر كل الفصائل في المؤتمر العاشر.

منذ عام 1921 ، بدأ تحرير ملحوظ للحياة العامة: نشطت حوالي 90 دار نشر خاصة في سوق الطباعة ، وبدأت النقابات العمالية للمثقفين في التكون ، وتطورت حركة من أجل استقلال التعليم العالي ، وما إلى ذلك. في عام 1922 ، بدأت سياسة البلاشفة في مجال الأيديولوجيا والثقافة في التشديد. في يونيو ، تم إنشاء لجنة رقابة (Glavlit) ، وإخضاع المدرسة العليا لمفوضية الشعب للتعليم ، وتم إغلاق العديد من الدوريات والمطابع الخاصة. في أغسطس 1922 ، بمساعدة GPU ، تم طرد حوالي 200 عالم وكاتب وشخصية عامة ، كانوا زهرة الثقافة الروسية ، من البلاد. قبل ذلك بوقت قصير ، في نهاية عام 1921 - بداية عام 1922 ، حدثت حملة لمصادرة ممتلكات الكنيسة ، مصحوبة بإعدامات جماعية للكهنة. تم وضع جميع طوائف الكنيسة تحت سيطرة GPU.

وهكذا ، فإن القيادة الشيوعية للبلاد ، بعد أن منحت الحرية في المجال الاقتصادي ، عززت قوة الحزب والبيروقراطية السوفيتية في السياسة والأيديولوجيا والثقافة. إذا أخذنا في الاعتبار أن غالبية الشيوعيين اعتبروا السياسة الاقتصادية الجديدة "تراجعًا مؤقتًا أمام البرجوازية" ، إذن ، مع مراعاة الظروف المذكورة أعلاه ، يمكننا التحدث عن عذاب هذه السياسة. تم تقليص السياسة الاقتصادية الجديدة (NEP) أخيرًا في مطلع عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.

آراء المؤرخين

حول أسباب الانتقال إلى سياسة اقتصادية جديدة.

في التأريخ السوفييتي ، يُنظر إلى السياسة الاقتصادية الجديدة على أنها عودة إلى خطة لينين للانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية ، التي طورها في عمله البرنامجي المهام الفورية للسلطة السوفيتية (1918). لذلك ، تعتبر هذه السياسة "جديدة" فيما يتعلق بـ "شيوعية الحرب" ، وليس لخطة بناء الاشتراكية ككل.

يجادل مفهوم آخر بأن السياسة الاقتصادية الجديدة قد تم تقديمها من قبل القيادة البلشفية فقط تحت ضغط الظروف (انتفاضات الفلاحين ، تمرد كرونشتاد). كدليل على ذلك ، تم الاستشهاد بمرسوم اللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا ومجلس مفوضي الشعب المؤرخ 29 نوفمبر 1920 بشأن التنشئة الاجتماعية لجميع الحرفيين والحرفيين الصغار ، والذي يشير اعتماده إلى أنه ، على الرغم من نهاية النطاق الواسع النطاق. الأعمال العدائية للحرب الأهلية ، كان البلاشفة يواصلون اتباع سياسة "شيوعية الحرب" في البلاد ". في المواد التحضيرية للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الثوري (ب) لا يوجد مشروع قرار واحد بشأن استبدال فائض الاعتمادات بضريبة غذائية. وبالتالي ، فإن فكرة سياسة جديدة تجاه الفلاحين قد نضجت أخيرًا لدى لينين فيما يتعلق بانتفاضة بحارة كرونشتاد ، ولم يسلم التقرير المقابل إلا في اليوم السابع من المؤتمر.

يتقارب كلا الموقفين في تقييم السياسة الاقتصادية الجديدة كسياسة تهدف إلى استعادة الاقتصاد المدمر بمساعدة رأس المال الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي ، وتحديد السياسة الاقتصادية الجديدة ليس كمسار استراتيجي ، ولكن كتكتيك "للتنازل المؤقت عن مواقف البرجوازية ".

تشكيل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية

حدث مهم في أوائل العشرينات من القرن الماضي كان تشكيل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ، وتم التوقيع على اتفاقية بشأن إنشائه 30 ديسمبر 1922عند فتح هذا الموضوع ، يجب الانتباه إلى حقيقة أن عملية سوفييت أوكرانيا وبيلاروسيا وجمهوريات القوقاز حدثت بمشاركة مباشرة من الجيش الأحمر. كانت هناك طريقتان للانضمام. المسار الأول ينص على دخول الجمهوريات ومناطق الحكم الذاتي إلى روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية (مبدأ الحكم الذاتي) ، والثاني هو إبرام الاتفاقات الثنائية بين الجمهوريات وروسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية (المبدأ "الاتحادي"). من المقبول عمومًا أن I.V. ستالين وج. Ordzhonikidze ، للثاني - V. لينين. أدى موقف الزعيم وتعنت قيادة جورجيا ، التي لا تريد أن تكون جزءًا من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ، إلى توقيع المعاهدة على أساس فيدرالي. ومع ذلك ، فإن في يناير 1924د) أعلن دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أن السلطة التنفيذية للاتحاد أعلى من السلطة التشريعية للجمهوريات.

النضال داخل الحزب من أجل السلطة في عشرينيات القرن الماضي

كانت مسألة توحيد الجمهوريات هي الأخيرة التي شارك فيها لينين ، الذي كان مريضًا منذ ربيع عام 1922. ومنذ ذلك الوقت ، بدأ صراع نشط على السلطة في القيادة العليا للحزب ، واستمر حتى نهاية العشرينات. احتاج هرم القيادة الإدارية ، الذي تم إنشاؤه خلال سنوات الحرب الأهلية وتعزيزه في ظل السياسة الاقتصادية الجديدة ، إلى قائد. فيما يتعلق برحيل لينين القسري عن النشاط السياسي ، تبين أن هذا المكان شاغر. وشمل الصراع الحزبي الداخلي المراحل التالية: أكتوبر ١٩٢٣ - يناير ١٩٢٥"المعارضة اليسارية" - L.D. تروتسكي (انظر التروتسكية)ضد ج. زينوفييف ، ل. Kamenev و I.V. ستالين. 1925"المعارضة الجديدة (لينينغراد)" تحدث في المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي (ب) - جي. زينوفييف ، ل. كامينيف ضد آي في. ستالين ، إن. بوخارين ، أ. ريكوفا ، م. تومسكي. 1926-1927نضال "المعارضة اليسارية الموحدة" - L.D. تروتسكي ، جي. زينوفييف ، ل. كامينيفا ضد آي في. ستالين ، إن. بوخارين ، أ. ريكوفا ، م. تومسكي. 1928-1929وقت خطاب "الانحراف الصحيح" - N.I. بوخارين ، أ. ريكوف ، م. تومسكي ضد آي في. ستالين ، في. مولوتوف ، ك. فوروشيلوف ، إس. كيروف وآخرون.

كان جوهر الاختلافات الأيديولوجية هو الموقف من السياسة الاقتصادية الجديدة ، وبشكل أكثر دقة ، من توقيت صلاحيتها. في أوقات مختلفة ، دعا كل من المعارضة وأتباع "الخط العام" ، اعتمادًا على الوضع ، إما إلى تقليص السياسة الاقتصادية الجديدة وزيادة تدخل الدولة في الاقتصاد ، أو استمرار السياسة الليبرالية في تطوير السلع الأساسية- العلاقات المالية. يؤكد هذا التناقض مرة أخرى أن السبب الرئيسي للصراع وهدفه كان السلطة ، وأن الخلافات الإيديولوجية كانت مجرد غطاء. يتضح هذا من خلال المصير السياسي للمعارضة. بعد أن خسروا ، حُرموا جميعًا من مناصبهم ، وطردوا من الحزب ، أي أنهم دحرجوا أسفل هرم السلطة. كان النضال على أعلى مستوى. ولم يشارك فيها الشعب باستثناء نشطاء الحزب.

لماذا انتصر IV في هذه المواجهة؟ ستالين؟ منذ عام 1922 ، شغل منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب) وسيطر على تنسيب كوادر الحزب. عند حل المشكلات عن طريق التصويت ، منحه جهاز ستالين ، واختيار المندوبين إلى مؤتمرات الحزب من بين مؤيديه ، الأغلبية. بالإضافة إلى ذلك ، استخدم ستالين على نطاق واسع الأساليب القذرة للنضال السياسي: تزوير نتائج التصويت ، والمؤامرات وراء الكواليس ، والتلاعب بمنافسيه ، وما إلى ذلك.

تصنيع. جماعية الزراعة

ترتبط هزيمة معارضة بوخارين الأخيرة ارتباطًا وثيقًا بالتحول إلى تدابير الطوارئ في إدارة الاقتصاد بهدف تصنيع الزراعة وتجميعها. جرت هاتان العمليتان بشكل متوازٍ وكانتا تعتمدان على بعضهما البعض. تم اتخاذ المسار نحو التصنيع من منتصف عام 1926عندما بدأ تطوير الخطة الخمسية. تمت صياغة الخطة الخمسية الأولى في نسختين. كان الخيار الأول أكثر اعتدالًا ، حيث حاول واضعوه في لجنة تخطيط الدولة تحقيق التوازن بين مختلف قطاعات الاقتصاد ، مع إعطاء الأفضلية للصناعات الثقيلة. كان هناك خيار آخر يحمل بصمة الثورة ، التي كانت أكثر انسجاما مع مزاج قيادة الحزب. كانت الأرقام المستهدفة لهذا الخيار أعلى ، وأعطيت الأولوية بالكامل للصناعات الثقيلة ، حيث كان من المفترض تحويل جميع الأموال على حساب الصناعات الأخرى. في عام 1929 ، تمت الموافقة على النسخة الثانية من الخطة في مؤتمر الحزب السادس عشر ، ولكن بعد ذلك ، بناءً على طلب ستالين ، تم رفع المؤشرات المخطط لها مرتين أخريين.

كان الغرض من التصنيع ، من ناحية ، إنشاء صناعة ثقيلة قوية في الاتحاد السوفياتي ، ومن ناحية أخرى ، تدمير القطاع الخاص. كان لابد من حل المشكلة بطريقة ثورية في أقصر وقت ممكن. نحن متأخرون 50-100 سنة عن الدول المتقدمة. علينا أن نقطع هذه المسافة في 10 سنوات "- تم أخذ كلمات ستالين هذه كدليل للعمل. تم افتراض الآلية التالية لإنشاء قطاع قوي من الصناعات الثقيلة: يراكم الاتحاد السوفياتي احتياطيات قوية من العملات الأجنبية ، ويتم شراء المعدات والتقنيات الصناعية في الغرب مقابل العملات الأجنبية ، ويتم توظيف المتخصصين الأجانب ، والذين يستخدمون المواد الخام السوفيتية لبناء عمالقة صناعية بأيدي العمال السوفييت (انظر الشكل. تصنيع). تم استخدام هذه التقنية لبناء Dneproges ، التي أصبحت مركزًا لمنطقة صناعية جديدة ، مصانع الجرارات الضخمة في Stalingrad و Chelyabinsk و Kharkov ، مصانع معدنية جديدة في Magnitogorsk في جبال الأورال وبالقرب من Kuznetsk في غرب سيبيريا.

كان الرابط الرئيسي في هذه الآلية هو تراكم العملات الأجنبية. كان أحد مصادر هذا التراكم هو بيع المواد الخام إلى الخارج ، وغالبًا ما تكون الأخشاب ومنتجات النفط والتعدين. منذ أن كان من المفترض تدمير القطاع الخاص في عملية التصنيع ، تم اتخاذ مجموعة من التدابير ضد النيبين. منذ منتصف العشرينات من القرن الماضي ، عندما بدأ التراكم المكثف للعملات الأجنبية ، زادت الضرائب على رواد الأعمال عدة مرات. ازدادت الضرائب لدرجة أنه أصبح من غير المربح تمامًا الانخراط في التجارة والإنتاج ، وانخفضت حصة القطاع الخاص في الاقتصاد تدريجياً إلى 1-3٪. في 1928-1929 نفذت السلطات العقابية "حملة ذهبية" عندما ، بمساعدة الإقناع والتعذيب واحتجاز أقارب رجال الأعمال السابقين كرهائن ، أجبرتهم على تسليم مدخراتهم المتراكمة من النقد الأجنبي إلى الدولة.

ومن بين مصادر التمويل الأخرى للتصنيع "القروض الصناعية" من السكان ، والتي كانت تُنفَّذ بانتظام خلال السنوات الخمس الأولى. كانت القناة الأخرى التي تم من خلالها ضخ العملة من السكان إلى خزينة الدولة هي نظام التورجسين ، أي متاجر التجارة مع الأجانب. في 1928-1929 في ظل ظروف الأزمة الغذائية التي سببها التجميع ، تم إدخال نظام البطاقة التموينية. تم حرمان توريد البطاقات من الأشخاص الذين ليس لديهم حقوق التصويت ، والمواطنين من المهن الحرة ، NEPmen. كما لم يحصل الفلاحون على بطاقات. يمكنهم الحصول على السلع والمنتجات الصناعية فقط للحبوب التي يتم تسليمها إلى الدولة. الأماكن الوحيدة التي يمكن فيها للمواطنين المحرومين من الحصص الحصول على الطعام كانت أسواق المزارع الجماعية والمحلات التجارية التي تباع بأسعار خيالية. نظرًا للطلب الهائل على الغذاء ، أعادت الدولة توجيه الترجسين سريعًا إلى المستهلك المحلي. حتى لا يموتوا من الجوع ، حمل المواطنون أنفسهم الذهب والأحجار الكريمة والعملات الأجنبية هناك ، حيث حصلوا على الدقيق والحبوب والسكر والمنسوجات الرخيصة بأسعار باهظة. في عام 1933 ، من خلال togrsin ، تلقت الخزانة أكثر من 105 مليون روبل من الأشياء الثمينة بالعملات (كان سعر تصدير طن القمح يساوي 27 روبل و 46 كوبيل).

كانت حصة كبيرة من الأموال التي تلقتها الخزانة هي العملة التي تلقتها الدولة من بيع القيم الفنية في الخارج. في عام 1927 ، بموجب مرسوم صادر عن مجلس مفوضي الشعب في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ، مُنحت مفوضية الشعب للتجارة حق التصدير إلى الخارج "التحف والأشياء الكمالية التي ليست لها أهمية في المتاحف". تم افتتاح مخازن صندوق الماس والمتحف الروسي ومتحف هيرميتاج وقصر تسارسكوي سيلو ، حيث تم بيع قيم العالم والثقافة الروسية المتراكمة عبر القرون ، إما في الخارج مباشرة أو من خلال تورغسين. .

ومع ذلك ، كان المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية هو الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى التي تباع في الخارج. أدى تصدير المنتجات الزراعية إلى سد جميع الفجوات في سياسة التجارة الخارجية للدولة السوفيتية. حتى مع انخفاض أسعار الحبوب في أوائل الثلاثينيات ، كانت عائدات الدولة مدعومة بزيادة حجم المنتجات الزراعية المصدرة.

من أجل الحصول على مزيد من الحبوب من الريف ، تم رفع أسعار السلع المصنعة بشكل مصطنع وخفضت أسعار شراء المنتجات الزراعية. فشلت هذه السياسة خلال حملة الشراء عام 1927. بحلول هذا الوقت ، كان 62.7٪ من مزارع الفلاحين المتوسطين وحوالي 4٪ كانت مزارع "الكولاك" ، أي مزارعون ، قدموا أكثر من 60٪ من الخبز القابل للتسويق. كانت الأرض مملوكة ملكية خاصة ، وكذلك المحصول الذي يُحصد منها. بعد دفع الضرائب ، رفض الفلاحون بيع الحبوب للدولة بأسعار منخفضة. أدى نقص الحبوب لشراء الحبوب إلى تهديد صعوبات الغذاء في المدن النامية وتعطيل إمدادات الصادرات ، مما سيؤدي إلى تباطؤ التصنيع. كان من الممكن تطبيق الحوافز المادية بروح السياسة الاقتصادية الجديدة: زيادة أسعار الشراء ، وخفض تكلفة السلع الاستهلاكية ؛ للحبوب المسلمة لبيع المعدات الزراعية للفلاحين ، إلخ. اقترحت N.I. بوخارين ، أ. ريكوف وأنصارهم. مسار آخر تضمن إجراءات متطرفة وعنيفة ، نموذجية في أوقات "شيوعية الحرب". دعا ستالين والوفد المرافق له إلى هذا المسار. سادت وجهة النظر الثانية.

في يناير 1928 ، قام ستالين برحلة عمل إلى سيبيريا لتنظيم حملة لمصادرة الحبوب. باستخدام قوات OGPU-NKVD ، تمت إزالة أمناء اللجنة المركزية من مناصبهم وطردهم من قادة الحزب المحليين الذين لم يرغبوا في الاستيلاء بالقوة على الحبوب ، وقاموا بجولات في الساحات ، مما أجبر المزارعين على تسليم "الفائض" "من الخبز. أولئك الذين رفضوا القيام بذلك حوكموا بموجب المادة 107 من القانون الجنائي كمضاربين. كما حدث خلال الحرب الأهلية ، تم إنشاء الكومبيد ، وتم منح الفقراء ، الذين أشاروا إلى مكان إخفاء الخبز ، 25 ٪ من المصادرة. بناءً على خبرته ، أصبح ستالين مقتنعًا أنه من الأسهل بكثير مصادرة الحبوب من حظائر المزارع الجماعية بدلاً من الصناديق الخاصة. قررت قيادة البلاد دفع الفلاحين قسرًا إلى المزارع الجماعية. هذه العملية تسمى الجماعية، تجاوزها 1929-1932خلال هذا الوقت ، ارتفعت نسبة المزارع الاجتماعية من 3٪ إلى 62٪. على الرغم من الإعلان عن مبدأ الطوعية في الوثائق الرسمية وخطب قادة الحزب والمقالات الصحفية ، فإن عملية إنشاء المزارع الجماعية كانت منظمة بشكل صارم من قبل الهيئات الحزبية العليا.

تم تنفيذ التجميع على مرحلتين. أولاً: 1928-1929 - مصادرة الثروة الحيوانية وإضفاء الطابع الاجتماعي عليها ، إنشاء مزارع جماعية بمبادرة محلية. في ربيع عام 1928 بدأت حملة لمصادرة الطعام من الفلاحين. لعب دور فناني الأداء الفقراء المحليون والعمال والشيوعيون الذين أتوا من المدينة ، والذين ، حسب عدد المجموعة الأولى ، بدأوا يطلق عليهم "خمسة وعشرون ألف شخص". في المجموع ، ذهب 250 ألف متطوع من المدن للقيام بالتجميع من عام 1928 إلى عام 1930. من أجل حث الفلاحين على الانضمام إلى المزارع الجماعية ، في 10 ديسمبر 1929 ، تم اعتماد توجيه يقضي بأن يحقق القادة المحليون في مناطق التجميع التنشئة الاجتماعية شبه الكاملة للماشية. كان رد فعل الفلاحين هو الذبح الجماعي للحيوانات. من عام 1928 إلى عام 1933 ، تم ذبح 25 مليون رأس من الماشية على يد الفلاحين (خلال الحرب الوطنية العظمى ، خسر الاتحاد السوفياتي 2.4 مليون رأس من الماشية). في نوفمبر 1929 ، في جلسة مكتملة للجنة المركزية ، خلص ستالين إلى أن "نقطة تحول كبيرة" قد حدثت في الريف ، وأن الفلاحين المتوسطين ، الذين أدركوا مزايا نظام المزرعة الجماعية ، انضموا إلى الجماهير في عملية التنشئة الاجتماعية. الاقتصاد. في الواقع ، في ذلك الوقت ، اتحد 7٪ فقط من مزارع الفلاحين في المزارع الجماعية.

المرحلة الثانية: 1930-1932 - بعد قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لعموم الاتحاد للبلاشفة 5 يناير 1930بدأت حملة "الجماعية الكاملة" المخطط لها في موسكو في موعد محدد سلفا. تم تقسيم البلد بأكمله إلى ثلاث مناطق ، أعطيت كل منها تواريخ محددة لاستكمال التجميع. وأوصت السلطات المحلية ببدء مسابقة لتداخل المواعيد النهائية المحددة في المرسوم. ردا على الأعمال الوحشية للسلطات ، بدأت انتفاضات الفلاحين. في الأشهر الأولى من عام 1930 ، تم تسجيل أكثر من 2000 انتفاضة فلاحية من قبل OGPU ، والتي لم تشارك في قمعها فقط قوات OGPU-NKVD ، ولكن أيضًا الجيش النظامي. في وحدات الجيش الأحمر ، التي كانت تتكون أساسًا من الفلاحين ، كان الاستياء من سياسة القيادة السوفيتية ينضج. هذا الظرف ، وكذلك اقتراب بذر الربيع ، أجبر السلطات مؤقتًا على تغيير سياستها في الريف. في 2 مارس 1930 ، نُشر مقال ستالين بعنوان "دوار من النجاح" في جريدة البرافدا ، حيث ألقى كل اللوم عن "التجاوزات" على القادة المحليين. بعد استراحة قصيرة للزراعة والحصاد ، استمرت حملة التنشئة الاجتماعية لمزارع الفلاحين بقوة متجددة واستكملت في الوقت المحدد في 1932-1933.

بالتوازي مع التنشئة الاجتماعية لمزارع الفلاحين وفقا لقرار اللجنة المركزية ل 30 يناير 1930"فيما يتعلق بإجراءات القضاء على مزارع الكولاك في مناطق التجميع المستمر" ، تم اتباع سياسة "تصفية الكولاك كطبقة". تم ترحيل الفلاحين الذين رفضوا الانضمام إلى المزرعة الجماعية مع عائلاتهم إلى مناطق نائية من البلاد. تم تحديد عدد عائلات "الكولاك" في موسكو ولفت انتباه القادة المحليين. أثناء نزع الملكية ، مات حوالي 6 ملايين شخص.

كانت نتيجة النظام الجماعي مجاعة رهيبة في أوكرانيا وشمال القوقاز. هنا صادر الخبز لحاجات التصنيع بالكامل. أودت المجاعة بحياة 7 ملايين شخص آخر. ولتعزيز "النجاحات" المحققة في القرية ، تم استحداث جوازات سفر يحتفظ بها رئيس المجلس القروي. الآن لم يكن بوسع الفلاحين مغادرة المزرعة الجماعية إلا بإذنه ، أي في الواقع ، تمت استعادة القنانة مرة أخرى ، فقط تحت العلم الأحمر. زادت صادرات الحبوب من الاتحاد السوفياتي من 200 ألف طن في عام 1929 إلى 5 ملايين طن في عام 1931 ، مما جعل من الممكن مضاعفة استيراد الآلات. في عام 1932 ، استورد الاتحاد السوفياتي حوالي نصف الصادرات العالمية من المعدات الصناعية.

في بداية عام 1933 ، تم الإعلان عن تنفيذ الخطة الخمسية الأولى (1928–1932) لمدة 4 سنوات و 3 أشهر. أشارت جميع التقارير إلى أرقام لا تعكس الوضع الفعلي للاقتصاد السوفيتي. حسب الإحصائيات ، من عام 1928 إلى عام 1932 ، انخفض إنتاج السلع الاستهلاكية بنسبة 5٪ ، وإجمالي الإنتاج الزراعي بنسبة 15٪ ، والدخول الشخصية لسكان الحضر والريف بنسبة 50٪. الخطة الخمسية الثانية (1933–1938) تم اعتماده في المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي (ب) في يناير 1934 ، والذي كان يسمى "مؤتمر المنتصرين". هنا ، خلصت قيادة الحزب إلى أن الاشتراكية كانت تُبنى في الاتحاد السوفيتي. وتاب زعماء المعارضة السابقة الموجودون في القاعة عن خطايا الماضي وامتدحوا ستالين.

رعب عظيم

انتهت المصالحة داخل الحزب 1 ديسمبر 1934عندما قتل إرهابي زعيم شيوعي لينينغراد ، وعضو المكتب السياسي وصديق لستالين ، س. كيروف. وقد استخدم الأمين العام جريمة القتل هذه لإطلاق العنان لجولة جديدة من الإرهاب تعرض خلالها نحو 30 مليون مواطن من جميع الأعمار والفئات الاجتماعية للقمع.

من الضروري ملاحظة الأسباب التالية للإرهاب الجماعي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. هذه هي طبيعة الأيديولوجية البلشفية التي قسمت الناس إلى طبقات "عفا عليها الزمن" و "تقدمية" ، إلى "أصدقاء" و "أعداء". منذ وصول البلاشفة إلى السلطة ، أصبح العنف الثوري تقليدًا وأداة فعالة للحكومة. حوادث الألغام ، وتعطل المعدات ، وانهيار القطارات المثقلة بالسكك الحديدية ، ونقص البضائع في المتاجر ، وسوء جودة الطعام في مقاصف العمال - كل هذا يمكن تقديمه كنتيجة للأنشطة التخريبية للأعداء الخارجيين والداخليين. من أجل التنمية الشاملة القسرية للاقتصاد ، وإرساء أسس مباني المصانع ، واستخراج الأخشاب والمعادن ، وحفر القنوات ، وإقامة السكك الحديدية ، كانت هناك حاجة إلى العمالة الرخيصة غير الماهرة. وجود ملايين السجناء سهّل حل المشاكل الاقتصادية. ربط الإرهاب والخوف الهرم الإداري وخدما كأساس للطاعة والتبعية الكاملة للسلطات المحلية للمركز. لتبرير وجودها المريح ، احتاج جهاز عقابي ضخم إلى الوجود المستمر لـ "أعداء الشعب". أخيرًا ، هناك رأي في التأريخ بأن الإرهاب كان نتيجة مرض ستالين العقلي ، الذي عانى من جنون العظمة وهوس الاضطهاد.

خلال سنوات الخطة الخمسية الأولى ، اتبعت سياسة إرهابية نشطة ضد المثقفين القدامى. تم تفسير الفشل في البناء الاقتصادي من خلال الأنشطة التخريبية للمهندسين والفنيين. في صيف عام 1928 تم اختلاق ما يسمى بقضية شاختي. كان في قفص الاتهام 53 مهندسًا للتعدين في حوض الفحم في دونيتسك ، متهمين بتنظيم انفجارات في مناجم ، وإتلاف المعدات عمداً وإقامة صلات مع المالكين السابقين. أصبحت كلمة "شختين" كلمة مألوفة ، حيث تم إطلاق حملة لاضطهاد المثقفين. نظمت NKVD عددًا من المحاكمات الكبرى: في عام 1930 - في قضية "الاتحاد من أجل تحرير أوكرانيا" ، الذي كان يرأسه نائب رئيس الأكاديمية الأوكرانية للعلوم S.A. إفريموف. في نفس العام - العملية في حالة حزب العمال الفلاحين ، التي قادها الاقتصاديون والمتعاونون المشهورون آي. كوندراتييف ، أ. تشيانوف ول. يوروفسكي. اجتاز عملية كبرى للحزب الصناعي على مجموعة من المتخصصين التقنيين برئاسة مدير معهد الهندسة الحرارية ل. رامزين. كانت نتائج مكافحة "الآفات" ذات شقين بالنسبة للسلطات. من ناحية ، لعب تدمير العدو التالي دور مانع الصواعق. بدلاً من أولئك الذين تم إطلاق النار عليهم أو سجنهم في المعسكرات ، جاء العمال الشباب "الذين تمت ترقيتهم" ، ممتنين للحزب على رعايتهم. من ناحية أخرى ، كان لوصول المتخصصين المتفانين ، ولكن غير الأكفاء في الغالب ، تأثير مؤسف على تنمية الاقتصاد. واتضح أن الوضع صعب للغاية لدرجة أن السلطات اضطرت إلى شن حملة جديدة لمكافحة "الأكل الخاص" وإطلاق بعض "الآفات" الباقية من المخيمات.

منذ منتصف الثلاثينيات ، بعد مقتل إس. كيروف ، تشديد التشريعات الجنائية بحدة. في 1 ديسمبر 1934 ، تم اعتماد قرار اللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا ومجلس مفوضي الشعب لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية "بشأن التعديلات على قوانين الإجراءات الجنائية الحالية" ، والتي بموجبها حرم الشخص الموقوف بموجب مادة سياسية فيما يتعلق بحق الدفاع والاستئناف ، لم يتم النظر في قضيته أكثر من 10 أيام ، ونُفذ الحكم فور الإفراج عنه. في 30 مارس 1935 ، تمت الموافقة على قانون حكم على أفراد عائلة خائن للوطن الأم (ChSIR) بالاعتقال والنفي. في 7 أبريل 1935 ، صدر قانون بشأن المسؤولية الجنائية وتطبيق عقوبة الإعدام من سن 12. وفقًا لقانون 9 يوليو 1935 ، تم تهديد عقوبة الإعدام من قبل مواطني الاتحاد السوفيتي الذين حاولوا الفرار إلى الخارج.

تم وضع الجهاز القمعي في حالة تأهب: المحكمة العليا ، والكوليجيوم العسكري للمحكمة العليا ، والاجتماع الخاص ، و NKVD ، و "الترويكا" (من بينهم سكرتير الحزب ، والمدعي العام ، والرئيس المحلي لـ NKVD) و مكتب المدعي العام. وجرت سلسلة من المحاكمات العلنية لقادة جميع المعارضين السابقين. في يناير 1935و في أغسطس 1936عقدت محاكمات في قضية مركز تروتسكي - زينوفييف الموحد المناهض للسوفييت ، وحُكم على 16 من زعماء المعارضة الجديدة بالإعدام. في يناير 1937بالنتيجة نفسها ، أنهت عملية "المركز التروتسكي الموازي المناهض للسوفيات" ، المسماة عملية K.V. راديك - يو.ل. بياتاكوف ، تم إطلاق النار على 13 شخصًا. جرت آخر محاكمة كبرى لـ "كتلة تروتسكي اليمينية المناهضة للسوفيات" في مارس 1938حكم على قادة المعارضة اليمينية السابقة NI بالإعدام. بوخارين ، أ. ريكوف ، أ. إكراموف وآخرون ، أي ما مجموعه 21 شخصًا. السمات المشتركة المميزة لجميع المحاكمات السياسية في منتصف الثلاثينيات هي كما يلي: التهم القياسية - المشاركة في مقتل س. كيروف ، العلاقة مع الهجرة و L.D. تروتسكي ، الرغبة في استعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي ، التجسس لصالح نوع من الاستخبارات ، التحضير لأعمال إرهابية ضد قادة الحزب والحكومة ، التخريب والتخريب ، الدعاية المعادية للسوفييت ؛ الغياب التام للأدلة المادية المؤيدة للتهمة ، كان أساس الحكم هو اعترافات المتهمين أنفسهم. كانت كل محاكمة في موسكو بمثابة إشارة لإجراء محاكمات مماثلة في عواصم جميع جمهوريات الاتحاد ، وفي المراكز الإقليمية والمدن الكبرى ؛ خلال جميع المحاكمات ، انطلقت حملة دعائية قوية ، دعت إلى اليقظة وتدمير "أعداء الشعب" ؛ تم تحديد الأحكام الصادرة على المتهمين مسبقًا بقرار من المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد. عمل أ. ي. كمدعي عام في جميع المحاكمات. فيشينسكي.

كانت المحاكمات العلنية مجرد غيض من فيض الإرهاب. وصدرت أحكام قاسية من قبل الكلية العسكرية للمحكمة العليا والاجتماعات الخاصة ، وكذلك من قبل الترويكاس. وصدر أكثر من نصف الأحكام غيابيًا. وكان معظم من تعرضوا للقمع يخضعون للمادة 58 من القانون الجنائي لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية. في 1937-1938 في المتوسط ​​، تم إصدار 360 ألف حُكم بالإعدام في العام ، أي قُتل حوالي ألف شخص في اليوم. وحُكم على معظم الموقوفين بالسجن عشر سنوات بموجب المادة 58. تم إرسال المدانين إلى المستعمرات جولاج(المديرية العامة للمخيمات) ، حيث كان متوسط ​​العمر المتوقع للسجين في العمل العام حوالي ثلاثة أشهر.

في الفترة من 1937 إلى 1937 ، بدأت المحاكمة في قضية مارشال م. توخاتشيفسكي ، سقط الرعب على ضباط الجيش الأحمر ، حيث تم إطلاق النار على حوالي 40 ألف قائد ووضعوا في معسكرات. بعد إقالة مفوض الشعب للشؤون الداخلية ن. Yezhov (ديسمبر 1938) ، تعرضت الهيئات العقابية للقمع. تم تنظيف الجهاز الإداري بالكامل. لم تكن هناك مفوضية شعبية واحدة حيث لم يتم القبض على أكثر من نصف الموظفين. اجتاحت حلبة التزحلق على الرعب المثقفين مرة أخرى ، وهذه المرة من خلال الحلبة الفنية. تم إرسال الآلاف من الفنانين والكتاب والمخرجين والفنانين والموسيقيين إلى المعسكرات. كما تم قمع الأشخاص العاديين - العمال والموظفون الصغار وربات البيوت. كما لاحظ أحد العلماء ، لا يمكن كتابة تاريخ الإرهاب مثل تاريخ الصناعة السوفيتية ، أو تاريخ الرياضة السوفيتية ، أو تاريخ الأسرة السوفيتية. كان الإرهاب ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، حاضرًا في الصناعة والأسرة والرياضة. كان الإرهاب ذا طبيعة اليانصيب ، لذا يمكن لأي شخص في أي لحظة أن يتحول إلى "عدو للشعب". بسبب الرعب ، تحدث الآباء بشكل مختلف مع أطفالهم ، وكتب الكتّاب بشكل مختلف ، وتحدث العمال والرؤساء بشكل مختلف مع بعضهم البعض.

مع الرعب التام ، دمر ستالين جسديًا جميع المعارضين المحتملين ، وحوّل بقية عمال الجهاز إلى منفذي إرادته. لقد أوقع الإرهاب بالسكان في حالة سجود وتحول إلى جماهير خاضعة. تم استخدام الملايين من وحدات السجناء كعمل مجاني في جميع مواقع البناء في الخطط الخمسية.

نظام شمولي

5 ديسمبر 1936تم تبني الدستور "الستاليني" لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. وفقًا لهذا الدستور ، كان للنظام السوفياتي رسميًا طابع ديمقراطي. جرت الانتخابات بانتظام في المجالس على جميع المستويات - من الأعلى إلى المستوى المحلي. صحيح أن كلمة "انتخابات" لم تعكس الواقع بشكل صحيح ، حيث تم طرح مرشح واحد فقط من "الكتلة غير القابلة للتدمير من الشيوعيين وغير الحزبيين". واعتبرت السلطات عدم المشاركة في الانتخابات تخريبًا وتعرض لعقوبة شديدة. تمت الموافقة رسميًا على المرشحين للمناصب الانتخابية فقط في اجتماعات الناخبين ، ولكن تم تعيينهم فعليًا من قبل الهياكل الحزبية. كان لكل سوفييتي هيئة تنفيذية خاصة به: من مجلس مفوضي الشعب (حكومة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) إلى اللجان التنفيذية للسوفييتات المحلية. تم تعيين جميع المناصب في الهيكل التنفيذي للمسؤولين من قبل المنظمات الحزبية ذات الصلة. مفوضي الشعب (منذ عام 1946 - وزراء) تم تعيين ستالين شخصيًا. تم إدخال مادة في دستور عام 1936 ، تعكس مبدأ القوة المطلقة للحزب: "الحزب هو الجوهر التوجيهي لجميع المنظمات ، العامة والخاصة على حد سواء". تمت ممارسة السلطة الشاملة للحزب الشيوعي (ب) من خلال اتخاذ القرار بشأن جميع قضايا الدولة والحياة الاجتماعية والثقافية ، وكذلك تنفيذها تحت سيطرة الملايين من أعضاء الحزب. أعطى ستالين هيكل الحزب طابع عسكري. في خطاب ألقاه في الجلسة المكتملة لشهر آذار (مارس) للجنة المركزية عام 1937 ، قال: "في حزبنا ، إذا كنا نقصد طبقاته القيادية ، هناك حوالي 3-4 آلاف من كبار قادة الحزب. هذا ، كما أقول ، هم جنرالات حزبنا. يأتي بعد ذلك 30-40 ألف مدير متوسط. هذا هو ضباط حزبنا. يأتي بعد ذلك حوالي 100-150 ألف من ضباط قيادة الحزب الأدنى. هذا ، إذا جاز التعبير ، ضابط الصف لدينا. يُقارن نظام الحزب بنظام الروافع ، حيث يكون كل عضو من أعضاء الحزب رافعة ، يتم الضغط عليها برافعة أعلى ، وهكذا إلى القمة. تقاربت جميع الهياكل الإدارية على القائد ، مما أعطى سلطته طابعًا مطلقًا.

النظام الاجتماعي الذي تطور في الاتحاد السوفياتي بنهاية الثلاثينيات من القرن الماضي يتميز من قبل العديد من الباحثين بأنه نظام شمولي (انظر. الشمولية). على النقيض من النظام الديكتاتوري ، الذي يعمل على مبدأ "ما هو غير ممنوع هو ممكن" ، فإن سلطة الدولة في الأنظمة الشمولية تمتد على نطاق أوسع ، ومبدأ "ما هو مسموح به ممكن" هو في الواقع ، أي المواطنين هم تمليه سلوكهم. كما كتب مؤلف الرواية الشهيرة "1984" جيه أورويل: "كانت صيغة الاستبداد السابق هي:" لا تجرؤ! ​​". صيغة الشمولية:" أنت مجبر! "

يتميز النظام الشمولي الستاليني بالسمات التالية. الاقتصاد ، القائم على هيمنة شكل ملكية الدولة ، كان يسيطر عليه جهاز ضخم من المسؤولين - من مفوض الشعب إلى رئيس العمال في الإنتاج. تطورت الصناعة على نطاق واسع ، أي من خلال تطوير موارد جديدة بمساعدة العمالة الرخيصة وبناء مؤسسات جديدة. الأرقام الخاصة بتنفيذ الخطط الخمسية متقاربة فقط في التقارير الاحتفالية. كان نمو إنتاجية العمل منخفضًا للغاية في المتوسط. كان الاستثناء هو الصناعة الثقيلة. لم تخرج الزراعة أبدًا من الأزمة الناجمة عن التجميع القسري ، وأدت محنة المزارعين الجماعيين إلى الهجرة إلى المدن (من عام 1926 إلى عام 1939 ، زاد عدد سكان الحضر بمقدار 30 مليونًا). كان النظام السياسي قائمًا على الديكتاتورية الشخصية لـ I.V. ستالين ، الذي حكم البلاد بمساعدة جهاز مطيع وواسع النطاق للحزب الشيوعي (ب) - من المكتب السياسي إلى سكرتير لجنة المنطقة. أصبحت السوفييتات ، المنتخبة رسميًا ، ملحقًا صامتًا للهياكل الحزبية. كانت NKVD أيضًا تحت سيطرة ستالين الشخصية. أي معارضة في الحزب (ناهيك عن نظام التعددية الحزبية) تم استبعادها واضطهادها بشدة من قبل الهيئات العقابية. تمت تغطية السكان بشبكة كاملة من المنظمات العامة: النقابات العمالية ، كومسومول ، منظمات بايونير وأكتوبر ، OSOAVIAKHIM ، إلخ. لعبت هذه الهياكل دور "توجيه قرارات الحزب للجماهير". تم ربط هرم السلطة بدعامة الرعب. في المجال الثقافي ، سادت المؤشرات الكمية - عدد المدارس والجامعات ودور الثقافة - أيديولوجية الحزب - الماركسية - اللينينية. منذ بداية الثلاثينيات من القرن الماضي ، بدأ إنشاء نقابات "إبداعية" من الكتاب والفنانين والمصورين السينمائيين ، إلخ ، من أجل نشر سيطرة الحزب على الحياة الروحية. وراقب مسؤولو هذه النقابات بصرامة امتثال المنتجات الروحية لتعليمات الحزب و شرائع "الواقعية الاشتراكية". تعرض المرتدون للقمع. كان هذا النظام موجودًا دون تغييرات كبيرة حتى وفاة IV. ستالين 5 مارس 1953

آراء المؤرخين

حول أصول وتقييمات الدولة الشمولية الستالينية.

إن تشكيل دولة شمولية في الاتحاد السوفياتي ، مثبتة في أعمال معظم المؤرخين الغربيين ، وكذلك في العلوم التاريخية الروسية في التسعينيات ، موصوفة على النحو التالي. بدأ إرساء أسس الشمولية تحت حكم V. لينين. بدأ كل تنوع الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لروسيا في تقديم نموذج واحد (موحد) في الأشهر الأولى بعد استيلاء البلاشفة على السلطة. لقد خلق "هجوم الفرسان على رأس المال" وتأميم الأراضي الظروف لتقويض مؤسسة الملكية الخاصة ، التي هي أساس المجتمع المدني. كان التراجع الصغير نحو الحرية الاقتصادية ، خلال سنوات السياسة الاقتصادية الجديدة ، محكوم عليه بالفشل مقدمًا بسبب وجود جهاز إداري شامل في البلاد. كان المسؤولون الذين نشأوا حول الإيديولوجية الشيوعية على استعداد للإطاحة بالنيب في أي لحظة. في المجال السياسي ، لم يتزعزع احتكار البلاشفة للسلطة حتى خلال سنوات السياسة الاقتصادية الجديدة. على العكس من ذلك ، فقد تم القضاء أخيرًا على جميع براعم النظام الروسي متعدد الأحزاب في السنوات الأولى بعد الحرب الأهلية. في الحزب الحاكم نفسه ، اعتمد قرار المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الثوري (ب) "حول الوحدة" ، بمبادرة من ف. أسس لينين ، الإجماع والانضباط الصارم. بالفعل في عهد لينين ، أثبت عنف الدولة وجوده كوسيلة عالمية لحل المشاكل التي تواجه السلطات. كان هناك أيضا جهاز قمعي. ورثت NKVD جميع تقاليد Cheka وطورتها. في إرث لينين ، احتل التأكيد على هيمنة أيديولوجية واحدة مكانًا مهمًا. في الأشهر الأولى بعد ثورة أكتوبر ، مع إغلاق الصحف غير البلشفية ، احتكر الشيوعيون حق الإعلام الجماهيري. في بداية السياسة الاقتصادية الجديدة ، مع إنشاء Glavlit ، وطرد المثقفين المنشقين ، وما إلى ذلك ، وضع الحزب الحاكم مجال التعليم بأكمله تحت سيطرته. وهكذا ، يجادل مؤيدو هذا المفهوم ، أن لينين وضع أسس الدولة الشمولية في روسيا ، وأصبح النظام الستاليني استمرارًا عضويًا للثورة اللينينية. توصل ستالين إلى استنتاجه المنطقي لما بدأ في عهد لينين.

ومن المثير للاهتمام أن هذا النهج الذي اتبعه المؤرخون المناهضون للشيوعية يتوافق تمامًا مع تقييم دور ستالين خلال فترة حكمه ويتوافق مع شعار ذلك الوقت: "ستالين هو لينين اليوم!".

تم تشكيل وجهة نظر مختلفة حول دور ستالين والدولة التي أنشأها في التأريخ السوفيتي بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي وتم إحياؤه في النصف الثاني من الثمانينيات ، خلال "البيريسترويكا". يجادل مؤيدو هذا التقييم (R. كان من أجل تحسين رفاهية جميع المواطنين باستمرار. ومع ذلك ، بعد أن اغتصب السلطة ، خان ستالين المثل العليا لشهر أكتوبر ، وشكل عبادة لشخصيته في البلاد ، وانتهك المعايير اللينينية للحزب الداخلي والحياة العامة ، معتمدا على الإرهاب والعنف. ليس من قبيل المصادفة أنه في النصف الثاني من الخمسينيات وأوائل الستينيات ظهر الشعار: "العودة إلى لينين!"

في الوقت الحاضر ، في الأدب التاريخي والصحفي ، قدم مؤلفون من ما يسمى بالمعسكر "الوطني" (ف. كوزينوف) تقييمًا جديدًا لأنشطة ستالين. في رأيهم ، ف. دمر لينين ، من أجل مصالح الثورة العالمية ، الإمبراطورية الروسية ، التي فقدت أراضيها مع سقوط بولندا وفنلندا ودول البلطيق. إلى جانب لينين ، وصل أقرب مقربين إليه إلى السلطة - ثوار من الجنسية اليهودية (L.D. Trotsky ، G.E. الجماهير المحرومة. من ناحية أخرى ، كان ستالين وطنيًا وملكًا. لقد دمر "الحرس اللينيني" جسديًا ، وأسس نظامًا في البلاد كان قريبًا من الروح الملكية ، وبعد أن أعاد الأراضي المفقودة ، أعاد إنشاء الإمبراطورية.

السياسة الخارجية في العشرينات والثلاثينيات

بحلول أوائل العشرينات من القرن الماضي ، كانت روسيا السوفيتية في عزلة دولية. باستثناء البلدان الحدودية (بولندا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبلاد فارس وأفغانستان) ، لم تعترف أي قوة أوروبية كبرى بالحكومة البلشفية. مع نهاية الحرب الأهلية ، في ظل ظروف الانهيار الاقتصادي ، أصبحت السياسة الخارجية مهمة جدًا للحكومة السوفيتية. سعت إلى تطبيع العلاقات مع بقية العالم من أجل الحصول على قروض وإقامة علاقات اقتصادية. تم اتخاذ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه 1922عندما شارك الوفد السوفياتي برئاسة جي في شيرين في أعمال مؤتمر جنوة. طرحت دول الوفاق مطالب بعودة ديون الحكومات القيصرية والمؤقتة كشرط رئيسي للاعتراف الدبلوماسي وإقامة علاقات اقتصادية مع روسيا السوفيتية. بدوره ، قدم الوفد السوفيتي مطالبات مالية لدول الوفاق تتعلق بالأضرار التي لحقت بروسيا خلال الحرب الأهلية. غير قادر على التوصل إلى اتفاق ، الوفد السوفيتي ، مستفيدا من الاختلافات بين المشاركين في المؤتمر ، أقام اتصالات مع ألمانيا ، وأبرم اتفاقية معها في رابالو ، بالقرب من جنوة (معاهدة رابالو). كسر هذا الاتفاق الحصار الدبلوماسي وكثف الاتصالات الاقتصادية بين الطرفين.

أدى اصطفاف القوى السياسية في أوروبا إلى حقيقة أن عددًا من البلدان (إنجلترا ، إيطاليا ، فرنسا ، إلخ) أُجبرت على الموافقة على الاعتراف الدبلوماسي بالاتحاد السوفيتي ، الذي حدث في 1924-1925في عام 1933 ، أقامت آخر قوة عظمى ، وهي الولايات المتحدة ، علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي.

في 1928-1933 تعزيز العلاقات مع ألمانيا. ومع ذلك ، أدى وصول الحكومة النازية برئاسة أ. هتلر إلى السلطة في عام 1933 إلى إعادة توجيه أولويات السياسة الخارجية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. بدأ التقارب مع إنجلترا والولايات المتحدة على أساس سياسة مناهضة لألمانيا ومعادية لليابان. اقترح اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية إنشاء نظام للأمن الجماعي في أوروبا وسعى إلى متابعة هذه السياسة باستمرار ، في مواجهة معارضة من الدول الأوروبية الرائدة. في 1934تم قبول اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في عصبة الأمم. في 1936-1938 ، قدم لها الاتحاد السوفياتي مساعدة عسكرية واقتصادية نشطة في محاربة الجنرال فرانكو ، لمواجهة التطلعات العدوانية للدول الفاشية في إسبانيا. لم تستطع فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة التعامل مع السياسة الخارجية العدوانية لألمانيا. لقد دبروا خططًا لإثارة حرب بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا. تحقيقا لهذه الغاية ، في 1938تم التوقيع على معاهدة ميونيخ ، والتي نقلت سوديتنلاند من تشيكوسلوفاكيا إلى هتلر ، وبالتالي توجيه العدوان الألماني إلى الشرق. في نهاية عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ، تصاعد الوضع على حدود الشرق الأقصى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية: في عام 1928 كان هناك صراع مع الصين على CER ، في عام 1938 على بحيرة خاسان وفي عام 1939 على نهر خالخين جول كانت هناك اشتباكات مع القوات اليابانية التي نفذت التوسع العسكري في منطقة الشرق الأقصى.

بحلول نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي ، نشأ وضع صعب في السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي ، عندما كانت البلاد تواجه خطر الحرب على جبهتين. في ظل هذه الظروف ، أصبحت مشكلة توجه السياسة الخارجية أكثر حدة.

شخصيات

بيريا لافرنتي بافلوفيتش (1899–1953)- في ديسمبر 1938 حل محل ن. يزوف كمفوض الشعب للشؤون الداخلية ، في نفس الوقت كان مفوض الدولة لأمن الدولة. منذ عام 1941 - نائب رئيس مجلس مفوضي الشعب ، وعضو لجنة دفاع الدولة (GKO). أشرف على العمل في مجال علم الصواريخ واستخدام الطاقة الذرية. عضو المكتب السياسي ، مارشال الاتحاد السوفياتي. لقد قاد الرعب الجماعي. في عام 1953 ، تم القبض على بيريا بمبادرة من ن. خروتشوف ، في نفس العام أدين وأطلق النار عليه.

بلوشر فاسيلي كونستانتينوفيتش (1890-1938)- قائد عسكري سوفيتي. مشير الاتحاد السوفياتي. من عام 1918 تولى قيادة عدد من مجموعات الجيش. في 1920-1922 - وزير الحرب والقائد العام للجيش الثوري الشعبي لجمهورية الشرق الأقصى. أول حائز على وسام الراية الحمراء. بعد الحرب الأهلية - في أعلى المناصب القيادية في الجيش. في 1929-1938 - قائد جيش الراية الحمراء المنفصل في الشرق الأقصى. في عام 1938 تم اعتقاله وإطلاق النار عليه. أعيد تأهيله بعد وفاته.

بوخارين نيكولاي إيفانوفيتش (1888-1938)- ثوري محترف ديمقراطي اشتراكي ، من عام 1906 بلشفي. مشارك نشط في الثورات الروسية. 1917-1918 - على رأس مجموعة من "اليساريين الشيوعيين" عارضوا التوقيع على معاهدة بريست ليتوفسك لصالح استمرار الحرب الثورية مع ألمانيا. 1917-1929 - رئيس تحرير برافدا. أكاديمي. وضع مسودة دستور لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (1936) ، وفي نهاية العشرينيات من القرن الماضي ، عارض تقليص السياسة الاقتصادية الجديدة ، والتي اتهمه بها ستالين بـ "الانحراف الصحيح". في عام 1937 تم طرده من الحزب الشيوعي (ب). في مارس 1938 ، كان المتهم الرئيسي في محاكمة "المركز الإرهابي لحقوق التروتسكيين". اطلاق النار. أعيد تأهيله بعد وفاته.

فيشينسكي أندريه يانواريفيتش (1883–1954)- محامي ودبلوماسي. المدعي العام لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في 1933-1939 مدّعي عام في جميع المحاكمات السياسية الكبرى في الثلاثينيات. أثبت نظريًا صحة الأطروحة حول الاعتراف الشخصي للمتهم باعتباره الدليل الرئيسي لجرمهم. بتوجيه من ستالين ، طالب باستخدام عقوبة الإعدام لآلاف من المحكوم عليهم. في 1940-1946 - النائب الأول لمفوض الشعب للشؤون الخارجية. مشارك في عدد من المؤتمرات الدولية خلال الحرب العالمية الثانية. في 1949-1953 - وزير خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. في 1953-1954 - الممثل الدائم لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لدى الأمم المتحدة.

يزوف نيكولاي إيفانوفيتش (1895-1940) -منذ عام 1922 في العمل الحزبي والاقتصادي. منذ عام 1935 - رئيس لجنة مراقبة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد وفي نفس الوقت أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد. في 1936-1938 - مفوض الشعب للشؤون الداخلية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. المفوض العام لأمن الدولة (1937) ، أحد أهم مرتكبي أعمال القمع الجماعي ("Yezhovshchina"). في عام 1939 تم اعتقاله وإطلاق النار عليه.

زينوفييف (رادوميسلسكي) غريغوري إيفسيفيتش (1883-1936)- ثوري محترف أقرب أصدقاء لينين الذي كان في المنفى معه. في أبريل 1917 عاد إلى روسيا. من ديسمبر 1917 إلى ديسمبر 1925 شغل منصب رئيس بتروسوفيت. كان البادئ بالقمع الوحشي لانتفاضة كرونشتاد (مارس 1921) واضطهاد المثقفين. في الوقت نفسه ، كان زينوفييف رئيسًا للكومنترن (1919-1926) ، حيث دعا إلى تسريع العملية الثورية العالمية. خلال سنوات الصراع الداخلي للحزب على السلطة (1924-1927) ترأس "المعارضة الجديدة (لينينغراد)" و "المعارضة اليسارية الموحدة". في عام 1935 ، اتُهم بالتورط في مقتل س. كيروف. تم إطلاق النار عليه بعد صدور حكم في محاكمة علنية من قبل مركز تروتسكي - زينوفييف المتحدة المناهض للسوفييت. أعيد تأهيله بعد وفاته.

كاغانوفيتش لازار مويسيفيتش (1893-1991)- سياسي ورجل دولة. في عام 1911 انضم إلى البلاشفة. الرفيق والمنفذ المخلص لإرادة ستالين. في عشرينيات وخمسينيات القرن الماضي ، شغل مناصب قيادية رفيعة في الحزب والحكومة. مسؤول عن المجاعة في أوكرانيا وشمال القوقاز في 1932-1933 ، وكذلك عن الإرهاب الجماعي في الثلاثينيات والأربعينيات. في عام 1957 ، تم فصله من منصبه كعضو في "المجموعة المناهضة للحزب".

كالينين ميخائيل إيفانوفيتش (1875-1946)- مشارك في الحركة الثورية ، منذ 1903 - بلشفي. في عام 1919 ، بعد وفاة يا.م. سفيردلوف ، وهو مواطن من الفلاحين ، تولى منصب رئيس اللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا. في 1938-1945 - رئيس هيئة رئاسة مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. كان عضوا في أقرب دائرة سياسية ستالين. أجاز جميع أنشطة الحكومة الستالينية ، بما في ذلك القمع السياسي في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.

كامينيف (روزنفيلد) ليف بوريسوفيتش (1883-1936)- ثوري محترف ، عضو في RSDLP منذ عام 1901. في أكتوبر 1917 ، مع G.E. عارض زينوفييف انتفاضة مسلحة ولإنشاء حكومة من ممثلي جميع الأحزاب الاشتراكية. أول رئيس للجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا. بعد ثورة أكتوبر أحد محرري جريدة البرافدا. في 1918-1924 - رئيس مجلس موسكو. في 1922-1926 شغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. مشارك فاعل في "المعارضة الجديدة" و "المعارضة اليسارية الموحدة". بعد الهزيمة في الصراع على السلطة ، شغل مناصب ثانوية. متهم بالتورط في مقتل س. كيروف ، أدين وقتل بالرصاص عام 1936. أعيد تأهيله بعد وفاته.

كيروف (كوستريكوف) سيرجي ميرونوفيتش (1886-1934) -ثوري محترف. في RSDLP منذ عام 1904 ، ترأس المنظمة البلشفية في فلاديكافكاز. مندوب المؤتمر الثاني للسوفييتات. خلال الحرب الأهلية ، كان يشارك في تسليم الأسلحة من المركز إلى الضواحي الوطنية. في عام 1919 ، كان مفوضًا في أستراخان ، حيث تم قمع الانتفاضات المناهضة للسوفييت التي قام بها سكان المدينة بوحشية بناءً على أوامره. في 1923-1926 شغل منصب سكرتير اللجنة المركزية لأذربيجان. في عام 1926 ، لمساعدة ستالين في الحرب ضد "المعارضة الجديدة" ، تم تعيينه سكرتيرًا للجنة لينينغراد الإقليمية للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد. قُتل في 1 ديسمبر 1934. استخدم ستالين موته لإطلاق الرعب التام.

أوردزونيكيدزه غريغوري كونستانتينوفيتش (سيرغو) (1886-1937)- حزب ورجل دولة. البلشفي ، أحد المشاركين في ثورة أكتوبر بتروغراد ، أحد قادة النضال من أجل السلطة السوفيتية في القوقاز ، خلال الحرب الأهلية - في العمل العسكري. منذ عام 1930 - عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد. في 1932-1937 - مفوض الشعب للصناعات الثقيلة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

راديك (سوبلسون) كارل برنجاردوفيتش (1885–1939) - زعيم الحركة الشيوعية والعمالية الروسية والعالمية. في 1925-1927 - رئيس جامعة شعوب الشرق في موسكو. قام المؤتمر الخامس عشر للحزب الشيوعي (ب) بطرده من الحزب لانتمائه إلى المعارضة التروتسكية. أدين ونُفذ بتهم باطلة. أعيد تأهيله بعد وفاته.

ريكوف أليكسي إيفانوفيتش (1881-1938)- ثوري محترف أجرى العمل تحت الأرض في روسيا. كان يُعتبر بلشفيًا معتدلاً ، لأنه في عام 1917 لم يوافق على "أطروحات أبريل" للينين ودعا ، جنبًا إلى جنب مع كامينيف ، إلى إنشاء "حكومة اشتراكية متجانسة". خلال الحرب الأهلية ، شارك في الدعم اللوجستي للجيش الأحمر. حل محل لينين المتوفى كرئيس لمجلس مفوضي الشعب. كان من المؤيدين المتسقين للسياسة الاقتصادية الجديدة. تم قمعه وقتل عام 1938 كعضو في "الكتلة التروتسكية اليمينية المناهضة للسوفيات". أعيد تأهيله بعد وفاته.

ستالين (دجوغاشفيلي) يوزيف فيساريونوفيتش (1879-1953)- سياسي ورجل دولة. من عائلة صانع الأحذية الجورجي. درس في المدرسة اللاهوتية. منذ عام 1898 - عضو في RSDLP. عضو في كل الثورات الروسية. دائما أيد لينين. في الحكومة السوفيتية الأولى ، تولى منصب مفوض الشعب للجنسيات. مشارك نشط في الحرب الأهلية. دعا إلى التدمير المادي للضباط القيصريين السابقين ، ضد استخدامهم كمتخصصين عسكريين في الجيش الأحمر. في عام 1922 تولى منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب). بعد وفاة لينين ، تمكن من هزيمة جميع المتنافسين على السلطة (تروتسكي ، زينوفييف ، إلخ) في الصراع داخل الحزب ، وأصبح منذ عام 1927 بحكم الواقع ديكتاتورًا. اعتبر نفسه خليفة لعمل لينين. كان البادئ بالتصنيع الإجباري والتجمع والإرهاب الجماعي بمساعدة تدابير الطوارئ. بحلول أوائل الأربعينيات من القرن الماضي ، أصبحت قوته مطلقة. في عام 1941 ، تولى منصب رئيس مجلس مفوضي الشعب (منذ عام 1946 - مجلس الوزراء). أدت حسابات ستالين الخاطئة السياسية إلى خسائر بشرية وإقليمية فادحة في الفترة الأولى من الحرب الوطنية العظمى ، والتي كان خلالها القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيسًا للجنة دفاع الدولة (GKO). توفي في 5 آذار (مارس) 1953. ودُفن أولاً في الضريح ، ومنذ عام 1962 - عند سور الكرملين.

ياغودا جينريك غريغوريفيتش (1891-1938)- سياسي ورجل دولة. في الحزب البلشفي منذ عام 1907 ، في 1934-1937. - رئيس OGPU ، مفوض الشعب في NKVD. منذ عام 1936 - مفوض الشعب للاتصالات في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. منظم أول محاكمات سياسية مفتوحة. تحت قيادته ، بدأ الاستخدام الجماعي لعمل السجناء (قناة البحر الأبيض - بحر البلطيق). في عام 1938 ، قدم للمحاكمة في قضية ما يسمى ب "مركز تروتسكي الأيمن" وأطلق عليه الرصاص.

وزارة الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي

معهد بيلغورود القانوني

قسم التخصصات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية

الانضباط: التاريخ المحلي

مقال

حول الموضوع رقم 8: "اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي"

إعداد: مجموعة الطالب 453

برونكين ن.

الإعداد: مدرس قسم G و SED قائد الميليشيا خرياكوف ر.

بيلغورود - 2008

مقدمة

كانت الحرب الأهلية كارثة مروعة لروسيا. أدى ذلك إلى مزيد من التدهور في الوضع الاقتصادي في البلاد ، إلى الخراب الاقتصادي الكامل. بلغ الضرر المادي أكثر من 50 مليار روبل. ذهب. انخفض الإنتاج الصناعي 7 مرات. أصيب نظام النقل بالشلل التام. أصبح العديد من السكان ، الذين تم جرهم بالقوة إلى الحرب من قبل الأطراف المتصارعة ، ضحايا أبرياء. في المعارك ، من الجوع والمرض والإرهاب ، مات 8 ملايين شخص ، واضطر 2 مليون شخص إلى الهجرة. كان من بينهم العديد من أعضاء النخبة المثقفة. كان للخسائر الأخلاقية والمعنوية التي لا يمكن تعويضها عواقب اجتماعية وثقافية عميقة أثرت لفترة طويلة على تاريخ الدولة السوفيتية.

في النصف الأول من عشرينيات القرن الماضي ، كانت المهمة الرئيسية للسياسة المحلية هي استعادة الاقتصاد المدمر ، وإنشاء أساس مادي وتقني واجتماعي ثقافي لبناء الاشتراكية ، وهو ما وعد به البلاشفة للشعب.

1. الأزمات الاقتصادية والسياسية 1920-1921 الانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة

خلال الحرب الأهلية ، اضطرت الحكومة السوفيتية إلى تعبئة كل الموارد التي كانت لديها ، لتحويل البلاد إلى معسكر عسكري واحد. تحقيقا لهذه الغاية ، يخضع الحزب البلشفي لسيطرته على جميع مجالات المجتمع. منذ النصف الثاني من عام 1918 ، نفذت الدولة السوفيتية عددًا من الإجراءات التي تهدف إلى مركزية سيطرة الدولة وإدارتها في جميع مجالات الحياة الاقتصادية. عُقِدَت هذه الأفعال غير العادية كانت تسمى "شيوعية الحرب".

كانت العناصر المكونة لسياسة شيوعية الحرب هي:

1) في المدينة: إلغاء فواتير الخدمات ، إدخال الأجور العينية (يتم توزيع الغذاء في المؤسسات من خلال التعاونيات). يتم تقديم خدمة العمل للأشخاص الذين يعانون من عمل عقلي. في مجال الإنتاج الصناعي ، يتم تأميم المؤسسات ، الكبيرة أولاً ، ثم الأصغر ، حتى الحرف اليدوية (تم تأميم 38.2 ألف شركة). لإدارة المؤسسات ، تم إنشاء نظام هيئات الدولة: المجلس الأعلى للاقتصاد الوطني - مجالس المحافظات للاقتصاد الوطني - اللجان الرئيسية للفروع (GLAVKs). في عام 1920 ، تم إنشاء 52 Glavkas في البلاد ، والتي كانت الشركات ذات الأهمية الحكومية تابعة لها بشكل مباشر. تم إنشاء نظام خضوع رأسي صارم للمؤسسات للجان والمراكز. في الواقع ، انتصر اتجاه المركزية المفرطة في الحياة الصناعية لروسيا.

2) في الريف: سلسلة من الإجراءات الطارئة المتخذة فيما يتعلق بضرورة توفير الغذاء لجيش عملاق وعمال صناعيين ، ويتجلى ذلك في فرض ضرائب على الغذاء أو فائض الاعتمادات. في مايو 1918 ، اتخذت الحكومة السوفيتية عددًا من الإجراءات ، أطلق عليها اسم ديكتاتورية الطعام. وفقًا لمرسوم 13 مايو 1918 ، مُنحت مفوضية الشعب للغذاء سلطات طارئة في مجال شراء وتوزيع المواد الغذائية ، وتم تأكيد احتكار الدولة للحبوب والأسعار الثابتة للخبز. لفرض ضرائب على الطعام ، يتم إنشاء مفارز طعام خاصة ، فيما بعد - Prodarmia ، مع سلطات الطوارئ.

وتجدر الإشارة إلى أن تنفيذ إجراءات الطوارئ في الريف ساهم في نمو المجموعات الغذائية ، خاصة على حساب المحافظات الوسطى. في ضواحي البلاد (منطقة دون ، أوكرانيا) ، تبين أن كفاءة هذه الابتكارات منخفضة للغاية ، مما تسبب في موجة من السخط والانتفاضات الجماعية. رفض الفلاحون تزويد المدينة بالكمية الضرورية من الخبز. اجتاحت موجة من انتفاضات الفلاحين: في أوكرانيا اكتسبت الحركة الفوضوية (ن. ماكنو) شعبية واسعة ، وفي غرب سيبيريا انتفض جيش حزبي. كان الأداء الأكبر هو التمرد في تامبوف وفي عدد من المقاطعات المجاورة لها (قاد الخطاب أ.س. أنتونوف ، الذي كان عضوًا في الحزب الاشتراكي الثوري). ألقى الجيش الأحمر أفضل قواته ضد الأنطونوف تحت قيادة القائد الموهوب م. توخاتشيفسكي. تم قمع الانتفاضة من خلال الإجراءات العسكرية حصراً باستخدام المدفعية والغازات السامة ، مما أودى بحياة 50 ألف شخص من الجانبين.

ذروة السخط كانت انتفاضة بحارة كرونشتاد ، الذين دعموا البلاشفة في السابق. طالب البحارة باحترام الحقوق والحريات المعلنة في أكتوبر 1917 ، ووضع حد للمصادرة القسرية ، إلخ. على الرغم من حقيقة أن البلاشفة تمكنوا من قمع الانتفاضة ، إلا أنها كانت بمثابة صدمة حقيقية لهم. أدرك أعضاء النخبة الحزبية أن سياسة شيوعية الحرب قد استنفدت نفسها. نتيجة لذلك ، اضطر البلاشفة إلى التراجع ، بعد أن طوروا سياسة اقتصادية جديدة.

جوهر السياسة الاقتصادية الجديدة للبلاشفة. في المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الثوري (ب) ، يتم اتخاذ قرارات لتغيير السياسة: على وجه الخصوص ، يتم استبدال فائض الاعتمادات بضريبة عينية (تم تحصيلها على أساس الحصة الحقيقية للمنطقة المزروعة وكانت حوالي مرتين أقل). سمحت التجارة الحرة في الفائض ، أي ما بقي بعد سحب الضريبة العينية.

كانت هذه التدابير بداية سياسة اقتصادية جديدة - خضع المجال الاقتصادي للامركزية: أكبر الشركات المجهزة تقنيًا متحدة في صناديق استئمانية ، ومنحت الحق في التخطيط وتوزيع الأموال وإجراء العمليات التجارية. بدأ استخدام نظام الأجور بالقطعة على نطاق واسع مرة أخرى. تعتمد الأجور على مؤهلات العامل وكمية المنتجات المنتجة. بدأت الدولة في تأجير المؤسسات الصغيرة للأفراد ، كما سُمح لهم ببيع مواد الصناعة الخاصة. أصبحت الامتيازات إحدى السمات المميزة للسياسة الاقتصادية الجديدة - الشركات القائمة على الاتفاقات بين الدولة والشركات الأجنبية.

وهكذا ، مع الانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة ، تم إعطاء زخم لريادة الأعمال الرأسمالية الخاصة. على الرغم من ذلك ، ظل تنظيم الدولة في حجم كبير إلى حد ما في شكل إشراف ورقابة وما إلى ذلك. اقتصر نطاق نشاط التجار من القطاع الخاص في الصناعة على إنتاج السلع الاستهلاكية ، واستخراج ومعالجة أنواع معينة من المواد الخام ، تصنيع أبسط الأدوات في التجارة - الوساطة بين صغار منتجي السلع ، بيع سلع الصناعة الخاصة.

احتفظت الدولة بمؤسسات الصناعات الثقيلة واستخراج المواد الخام ذات الأولوية والتجارة الخارجية. في محاولة لمنع التركيز المفرط لرأس المال في الأفراد ، استخدمت الدولة العبء الضريبي ، الذي تم تنفيذه من خلال السلطات المالية. أما الامتيازات ، على سبيل المثال ، فقد وُضعت أيضًا تحت سيطرة جهاز الدولة السوفيتي وتشريعات العمل.

ونتيجة لذلك ، كان تحت تصرف الدولة ، حتى بعد إلغاء التأميم الجزئي ، أقوى قطاع في الاقتصاد الوطني ، "المرتفعات المسيطرة في الاقتصاد".

2. تشكيل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية

في نهاية عام 1922 ، تم تشكيل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. وضمت 4 جمهوريات: جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ، وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية ، وجمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية ، واتحاد القوقاز ، الذي وحد أذربيجان وأرمينيا وجورجيا. شكلت جميع الجمهوريات المدرجة في الاتحاد السوفياتي سابقًا أراضي الإمبراطورية الروسية. كانت هناك علاقات اقتصادية راسخة تاريخيا بينهما. بعد ثورة أكتوبر عام 1917 ، أنشأ شيوعيو الجمهوريات ، الذين حاربوا من أجل إقامة السلطة السوفيتية ، تحالفًا عسكريًا سياسيًا. لذلك ، في 1 يونيو 1919 ، تم إبرام تحالف عسكري بين روسيا وأوكرانيا ولاتفيا وليتوانيا وبيلاروسيا "لمحاربة الإمبريالية العالمية". في عام 1922 ، فيما يتعلق بالتحضيرات لمؤتمر جنوة ، تم تشكيل تحالف دبلوماسي بين الجمهوريات. صدرت تعليمات لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية لتمثيل مصالح جميع الجمهوريات في المؤتمر. في أوائل العشرينات من القرن الماضي ، تم توقيع المعاهدات الاقتصادية العسكرية بين الجمهوريات الفردية وروسيا السوفياتية.

في عملية تطوير التعاون العسكري والاقتصادي والدبلوماسي ، ينتمي الدور الرائد إلى روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ، لأن. تم توجيه هذه العملية من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب). نتيجة لذلك ، بدأ تنفيذ وظائف الهيئة العامة من قبل مجلس العمل والدفاع ، ولجنة تخطيط الدولة في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ومجلس الاقتصاد الوطني في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ، وبدأ ممثلو جميع الجمهوريات السوفيتية في المشاركة في عمل المؤتمرات السوفيتية لعموم روسيا.

في 10 أغسطس 1922 ، أنشأ المكتب المنظم للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب) لجنة للتحضير للجلسة الكاملة لمسألة العلاقات بين جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية والجمهوريات السوفيتية المستقلة.

في أغسطس - سبتمبر 1922 ، أعدت لجنة المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب) ، بقيادة ستالين ، مشروعًا للتوحيد (ما يسمى "خطة الحكم الذاتي"). وفقًا لهذا المشروع ، كان على جميع الجمهوريات السوفيتية أن تدخل جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية كحكم ذاتي. قوبل هذا النهج باعتراضات حادة من لينين ، الذي اقترح إنشاء دولة اتحاد جديدة من خلال توحيد جميع الجمهوريات السوفيتية على قدم المساواة. وافقت الجلسة الكاملة للجنة المركزية على هذا الاقتراح.

في 30 ديسمبر 1922 ، اعتمد المؤتمر الأول لسوفييت الاتحاد السوفياتي إعلان ومعاهدة تشكيل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. حددت هذه الوثائق المبادئ الأساسية لتشكيل دولة جديدة ، والتي كانت قائمة على الفيدرالية. انتخب المؤتمر الأول للسوفييتات في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أعلى هيئة تشريعية - اللجنة التنفيذية المركزية (CEC لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) ورؤسائها الأربعة - واحد من كل جمهورية.

لم يلق إعلان إنشاء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على أساس فيدرالي تنفيذ حقيقي. في عملية صياغة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ، تم إدخال عدد من التعديلات على مشروعه ، مما أدى إلى توسيع صلاحيات جميع السلطات النقابية والحد من حقوق الجمهوريات. بالإضافة إلى ذلك ، في مجلس القوميات - الغرفة الثانية للجنة التنفيذية المركزية - كان من المفترض أن يكون لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية 64-72 صوتًا ، واتحاد القوقاز - 12 ، و BSSR و SSR الأوكراني - 4 أصوات لكل منهما.

في 31 يناير 1924 ، تم اعتماد أول دستور لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في المؤتمر السوفييتي الثاني لعموم الاتحاد. وفقًا للدستور ، كانت القضايا التالية من اختصاص السلطات العليا في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية: السياسة الخارجية ، والحدود ، والقوات المسلحة ، والنقل ، والاتصالات ، والتخطيط الاقتصادي ، وإعلان الحرب وإبرام السلام. رسميًا ، لكل جمهورية الحق في الانفصال عن الاتحاد. كانت الهيئة العليا للسلطة هي مؤتمر عموم الاتحاد للسوفييتات ، في الفترات الفاصلة بينهما - اللجنة التنفيذية المركزية ، المكونة من مجلسين: مجلس الاتحاد ومجلس القوميات.

3. نتائج السياسة الاقتصادية الجديدة وأسباب تقليصها

وبالحديث عن نتائج السياسة الاقتصادية الجديدة يمكن الإشارة إلى أنها ساهمت في استقرار الاقتصاد ونمو مؤشرات الإنتاج. في خريف عام 1922 ، انتهت المجاعة. بحلول منتصف العشرينات من القرن الماضي ، استعادت شركات الصناعات الخفيفة والثقيلة إنتاجها قبل الحرب إلى حد كبير. تحسن المؤشرات الاقتصادية في الريف: بعد إلغاء فائض الاعتمادات واستبدالها بضريبة عينية كانت أقل بكثير من الأولى ، كان لدى الفلاح حوافز للعمل. في الوقت نفسه ، تأثر أيضًا التخصيص الإضافي للأراضي بموجب المرسوم "على الأرض". سمح السماح للمؤسسات الصغيرة الخاصة والتجارة الخاصة بإحياء الصناعة الصغيرة بسرعة نسبيًا وملء رفوف المتاجر بالسلع ذات الطلب اليومي.

في إطار السياسة الاقتصادية الجديدة ، تمكنت الحكومة السوفيتية من تحقيق بعض النجاح. ولكن مع تقدم الانتعاش ، عادت المشاكل القديمة للاقتصاد الروسي ، والتناقضات والتناقضات الهيكلية. إذا لم تكن روسيا ما قبل الثورة من بين الدول المتقدمة اقتصاديًا ، فقد تفاقم تأخرها في عشرينيات القرن الماضي. أصبحت البلاد أكثر زراعية مما كانت عليه ، وتعتمد التنمية الصناعية بشكل مباشر على حالة الزراعة. لا الصناعة ولا الزراعة أنشأت أسواقًا لتوسيع الإنتاج. لم يستطع الريف تلبية احتياجات الصناعة والمدينة من المنتجات الزراعية القابلة للتسويق ، واكتساب الطابع شبه الطبيعي. في المقابل ، تطلبت احتياجات التصنيع توجهاً إنتاجياً مختلفاً عن الطلب الريفي. تعطل تبادل السلع بين الريف والمدينة. لم يكن لدى الأول ما يعطيه مقابل فائض السلع ، وبدأ الفلاحون في تركهم في منازلهم. في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي ، فشلت خطط شراء الحبوب المعمول بها.

على أساس المشاكل الاقتصادية ، ظهر انقسام داخل النخبة الحاكمة. كان أحد منتقدي السياسة الاقتصادية الجديدة (NEP) ممثلين للمعارضة العمالية المرتبطة بالقطاع العام للاقتصاد (عمال لينينغراد). وانتقدوا الحزب ، وقالوا إنه نسى مهمته الرئيسية - تطوير الصناعة على نطاق واسع. تدريجيا ، تنضج فكرة الحاجة إلى تغييرات جذرية في اقتصاد البلاد في قيادة الحزب. رأى جزء من النخبة الحزبية طريقة للخروج من الوضع الحالي في إعادة بناء السياسة الاقتصادية الجديدة ، وتنفيذ "التصنيع الفائق" ، وتطوير الصناعة الثقيلة من أجل الحفاظ على مناهج الثورة العالمية.

وتجدر الإشارة إلى أن السياسة الاقتصادية الجديدة كانت تعتبر في البداية كإجراء مؤقت وتراجع وليس خطا طويل الأمد. حتى لينين في السنوات الأخيرة من حياته حذر من أنه فيما يتعلق بالانتقال إلى السياسة الاقتصادية الجديدة ، على أساس التجارة الحرة ، سيكون هناك إحياء للبرجوازية الصغيرة والرأسمالية ، والتي في الواقع يمكن أن تلغي إنجازات الثورة. صرح ممثلو الجناح اليساري في الحزب في منتصف العشرينات من القرن الماضي أن اقتصاد الاتحاد السوفيتي ، نتيجة للتدابير المتخذة ، كان يندمج بشكل متزايد في الاقتصاد العالمي ، وبالتالي يتحول إلى اقتصاد دولة رأسمالية. بالنظر إلى أنه فيما يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية ، مستوى الإنتاج الصناعي في أواخر العشرينات من القرن الماضي ، كان الاتحاد السوفيتي أقل من 5 إلى 10 مرات من الدول الغربية الرائدة ، يصبح من الواضح أن مزيدًا من التطوير للاقتصاد في إطار السياسة الاقتصادية الجديدة سيهدد تحويل الاتحاد السوفياتي إلى قوة ثانوية. كان الاتحاد السوفياتي في وضع اللحاق بالركب ، متخلفًا عن الركب (الخارج). في هذا "السباق على القائد" كان من المستحيل ، في رأي قيادة الحزب ، ارتكاب الأخطاء والعمل على وجه اليقين. عززت الأزمة التي اندلعت في الغرب في عام 1929 ثقة النخبة السياسية في الاتحاد السوفياتي بأن نموذج اقتصاد السوق لا يمكن التنبؤ به وغير مستقر ، لذلك هناك حاجة إلى نهج مختلف للتنمية الاقتصادية للبلاد.

لعبت عوامل المكانة الدولية دوراً كبيراً في اختيار نموذج التنمية الاقتصادية للدولة. في نهاية العشرينيات من القرن الماضي ، شكك القليل في أن ثورة عالمية لن تحدث في المستقبل القريب ، وستجد الجمهورية السوفيتية الفتية نفسها في جو من الحصار الرأسمالي تحت ضغط التهديد العسكري المتزايد بسرعة. تم استبدال المسار نحو الثورة العالمية ، الرومانسية الثورية الأصلية ، بموقف تجاه البراغماتية - خط نحو بناء "الاشتراكية في بلد واحد".

تمت ترقية مجموعة من البراغماتيين برئاسة ستالين ، الذين ركزوا في أيديهم سلطة هائلة وسيطروا على جهاز الحزب والنومنكلاتورا ، إلى الأدوار الأولى في قيادة الحزب والبلد. إن جهاز الحزب يطرد المعارضة تدريجياً من مناصبه ، مطروحاً فكرة ضرورة تجاوز البلدان الرأسمالية المتقدمة وتجاوزها في أقصر فترة تاريخية. اعتمد المؤتمر الخامس عشر للحزب الشيوعي (ب) في عام 1927 خطة خمسية لتنمية الاقتصاد الوطني. استندت الخطة إلى ارتفاع معدل التصنيع ، والهجوم على العناصر الرأسمالية الخاصة في المدينة والريف عن طريق زيادة معدلات الضرائب بشكل كبير ، وتعزيز التعاونيات في الريف. لمواجهة المعسكر الرأسمالي بنجاح ، كان من الضروري إنشاء قاعدة اقتصادية قوية. كان من الضروري إنشاء صناعة قوية ، ثقيلة في المقام الأول ، مرتبطة بإنتاج الأسلحة. نتيجة لذلك ، في نهاية العشرينيات من القرن الماضي ، اتخذت قيادة الحزب مسارًا نحو تصنيع البلاد ، وتقوية البناء المخطط والتوجيهي للاشتراكية ، و "طي السياسة الاقتصادية الجديدة".

4. التنمية الاجتماعية والاقتصادية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في الثلاثينيات

وافق المؤتمر السادس عشر للحزب (أبريل 1929) ثم المؤتمر الخامس للسوفييتات ، بعد المراجعات التصاعدية المتكررة ، على "النسخة المثلى" من الخطة الخمسية. نصت هذه الخطة على زيادة الإنتاج الصناعي بنسبة 136٪ ، وإنتاجية العمالة بنسبة 110٪ ، وتخفيض تكلفة الإنتاج الصناعي بنسبة 35٪. وبحسب الخطة ، أعطيت الأولوية للصناعات الثقيلة التي حصلت على 78٪ من إجمالي الاستثمارات الرأسمالية.

كانت المعاقل ، والقاعدة الرئيسية للتصنيع المستمر في البلاد ، هي المناطق الصناعية القديمة. كان من المفترض أنهم سيكونون أسس بناء القوة الصناعية للبلاد ، وكانوا خاضعين لنظام الأولويات في توزيع المواد الخام والمعدات والعمالة (المنطقة الصناعية الوسطى ، منطقة لينينغراد ، منطقة دونيتسك-كريفوي روغ في أوكرانيا وجزر الأورال).

كانت السياسة الاقتصادية تهدف إلى تعزيز دور التخطيط التوجيهي وإطلاق حملات جماهيرية ضخمة تهدف إلى تسريع وتيرة البناء الاشتراكي. نصت خطة التصنيع على تغيير في التكنولوجيا وأساليب الإنتاج في اتجاه تطوير قدرات الطاقة ، وتوسيع الإنتاج الضخم ، ونقل التكنولوجيا الأمريكية والأوروبية المتقدمة إلى اقتصاد الدولة ، والترشيد ، والتنظيم العلمي للعمالة.

في الممارسة العملية ، أدت هذه السياسة إلى البناء النشط لمنشآت صناعية جديدة على خلفية تعزيز نظام التقشف ، والتوزيع الطوعي الإجباري لقروض التصنيع ، وإنشاء بطاقة إمداد لسكان المدن والمستوطنات العمالية. تعمل قيادة الحزب على تطوير المنافسة الاشتراكية الجماهيرية في المصانع ، والمصانع ، والنقل ، والبناء ، وما إلى ذلك. فيما يتعلق بالانتقال إلى التخطيط المركزي التوجيهي ، فإن نظام إدارة الاقتصاد الوطني بأكمله يتغير. على أساس نقابات الإنتاج ، يتم إنشاء جمعيات الإنتاج التي أخضعت الإنتاج للتنظيم المركزي. تم إدخال وحدة القيادة في الإنتاج ، وتم جعل رؤساء الشركات مسؤولين بشكل مباشر عن تنفيذ الخطة. يتم الآن تعيين رؤساء الشركات ومواقع البناء أنفسهم وفقًا لقائمة تسميات خاصة بطريقة مركزية.

عند الحديث عن النتائج الاقتصادية للتصنيع ، يمكن ملاحظة أن القيادة السوفيتية ككل تمكنت بنجاح من التغلب على التخلف المطلق عن دول أوروبا الغربية في إنتاج الأنواع الرئيسية من المنتجات الصناعية. في نهاية الثلاثينيات (على عكس العقد السابق وأزمنة ما قبل الثورة) ، تجاوز إنتاج الكهرباء والوقود والحديد والصلب والأسمنت في بلدنا المؤشرات المقابلة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا. من حيث الحجم المطلق للإنتاج الصناعي ، كان الاتحاد السوفيتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. هناك عدد من الصناعات الحديثة آخذة في الظهور ، مثل صناعات الطيران والسيارات ، والجرارات والبناء المشترك ، وإنتاج الدبابات ، وأكثر من ذلك بكثير ، والتي كانت في السابق غائبة عمليًا في بلدنا قبل التحول إلى التصنيع القسري. نفذت قيادة الدولة استثمارات ضخمة في الصناعة ، بالاعتماد حصريًا على مصادر التراكم الداخلية. كان من المقرر في الأصل أن يتم التصنيع القسري ، حسب الخطة الستالينية ، عن طريق "تحويل الأموال" من الريف إلى المدينة. كانت عملية توسيع الإنتاج الصناعي مستحيلة بدون إمداد العمال بالطعام بشكل منتظم ، لكن أزمة الحبوب في 1927-1928 هددت خطة التصنيع الإجباري وتزويد المدينة بالطعام. في هذه الحالة ، اتخذت الحكومة مسارًا نحو التعاون الإنتاجي للزراعة والهجوم على الكولاك.

في المزارع الجماعية ، رأت القيادة الستالينية آلية الإنتاج والتوزيع التي جعلت من الممكن توزيع الأموال وتزويد المدن والجيش بالخبز دون خلق خطر الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.

سعى ستالين وأنصاره ، الذين يمثلون المجتمع الاشتراكي على أنه "مصنع واحد" يخضع لسيطرة المجتمع السوفييتي ، إلى إشراك جميع السكان في ورش هذا المصنع في أسرع وقت ممكن. علاوة على ذلك ، في الريف ، تقرر تنفيذ ذلك من خلال نظام جماعي كامل ، بدأ تنفيذه في خريف عام 1929.

تضمنت سياسة العمل الجماعي إلغاء عقود إيجار الأراضي ، وحظر العمالة المأجورة ، ومصادرة وسائل الإنتاج من الفلاحين الأثرياء (الكولاك) ، والمباني المنزلية والسكنية ، ومؤسسات تصنيع المنتجات الزراعية. تم تحويل وسائل الإنتاج والممتلكات إلى الأموال غير القابلة للتجزئة للمزارع الجماعية كمساهمات للفقراء والعمال ، باستثناء الجزء الذي ذهب لسداد ديون مزارع الكولاك للدولة. في الوقت نفسه ، كان من المفترض أن يتم القبض على جزء من الكولاك وقمعهم كمجرمين سياسيين ، وتم إرسال جزء آخر مع عائلاتهم إلى المناطق الشمالية والنائية من البلاد ، والجزء الثالث كان من المقرر إعادة توطينه داخل المنطقة في الأراضي المخصصة خارج المزارع الجماعية.

واجهت مثل هذه الإجراءات بطبيعة الحال مقاومة جماهيرية من جانب الفلاحين. تم قمع الإجراءات المناهضة للكلكوز وأعمال العصيان الأخرى من جانب الكولاك والفلاحين المتوسطين وجزء من الفقراء من خلال استخدام أشد تدابير العنف. طردت القيادة الستالينية من ممتلكاتها وقمعت ما يقرب من 900000 أسرة. 250 ألف مزرعة "جردوا أنفسهم" أي باعوا أو هجروا ممتلكاتهم وهربوا من القرى والقرى والقرى.

أدت سياسة التجميع بحلول عام 1932 إلى إنشاء 211.1 ألف مزرعة جماعية (61.5٪ من مزارع الفلاحين). حوالي 1937-1938 ، اكتمل التجميع الكامل للبلاد. استخدمت قيادة البلاد أساليب "العصا والجزرة" فيما يتعلق بالمزارعين الجماعيين. من ناحية أخرى ، يقوم جهاز الدولة الحزبي بتنفيذ أشد الإجراءات القمعية والانتقامية ضد معارضي طلبات شراء الحبوب ، ومن ناحية أخرى ، فإنه يحاول خلق عوامل اهتمام بين المزارعين الجماعيين بنتائج عملهم. من خلال إدخال نظام شراء الحبوب ، والسماح لهم بإنشاء قطع أراضي فرعية شخصية. كما سُمح للفلاحين ببيع منتجاتهم في السوق. وهكذا ، تمكن الحزب والدولة لبعض الوقت من إيجاد حل وسط مع الفلاحين.

أظهر الإنتاج الجماعي الذي تم إنشاؤه على نطاق واسع عددًا من المزايا الاقتصادية والاجتماعية. خلال سنوات التجميع ، تم بناء أكثر من 5000 محطة آلية وجرارات (MTS) ، والتي زودت القرية بالآلات الزراعية: الجرارات والحصادات والآلات الأخرى. زادت إنتاجية العمل بنسبة 71٪ بين عامي 1928 و 1940.

تغيرت بنية المساحات المزروعة في اتجاه زيادة إنتاج المحاصيل الصناعية (بنجر السكر ، والقطن ، والبطاطس ، وعباد الشمس) ، وهي ضرورية لبلد صناعي. أنتجت الدولة كمية كافية من الخبز كحد أدنى ، تجاوزت إنتاجها قبل التجميع.

كانت النتيجة الاجتماعية الرئيسية للتصنيع والتجميع هي تكوين نواة ضخمة متعددة الملايين من العمال الصناعيين. نما العدد الإجمالي للعمال من 8-9 مليون عام 1928 إلى 23-24 مليون عام 1940. من ناحية أخرى ، انخفض التوظيف في الزراعة بشكل كبير: من 80٪ في عام 1928 إلى 54٪ في عام 1940. السكان المفرج عنهم (15-20 مليون شخص) انتقلوا إلى الصناعة.

أدخلت سياسة التصنيع المتسارع البلاد في حالة عامة ، كما في الحرب والتعبئة والتوتر. افترض اختيار استراتيجية قسرية إضعافًا حادًا ، إن لم يكن القضاء التام ، على آليات السلع - المال لتنظيم الاقتصاد والهيمنة المطلقة للنظام الإداري والاقتصادي. ساهم هذا البديل من التنمية الاقتصادية في نمو المبادئ الشمولية في النظام السياسي للمجتمع السوفيتي ، وزاد بشكل حاد من الحاجة إلى الاستخدام الواسع النطاق لأشكال القيادة الإدارية للتنظيم السياسي.

5. تشكيل النظام الشمولي في الاتحاد السوفياتي في الثلاثينيات

الشمولية هي نظام سياسي تمارس فيه الدولة سيطرة كاملة وتنظيمًا صارمًا لجميع مجالات حياة المجتمع وحياة كل شخص ، يتم توفيره بشكل أساسي بالقوة ، بما في ذلك وسائل العنف المسلح.

السمات الرئيسية للنظام الشمولي هي:

1) سيادة الدولة ، وهي سيادة كلية في طبيعتها. لا تتدخل الدولة ببساطة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والروحية والعائلية والحياة اليومية للمجتمع ، بل تسعى إلى إخضاع وتأميم أي مظهر من مظاهر الحياة ؛

2) تركيز كامل السلطة السياسية للدولة في أيدي زعيم الحزب ، مما يستلزم الاستبعاد الفعلي للسكان وأعضاء الحزب العاديين من المشاركة في تشكيل وأنشطة هيئات الدولة ؛

4) هيمنة إيديولوجية دولة واحدة كلي القدرة في المجتمع ، والتي تدعم اقتناع الجماهير بعدالة نظام السلطة هذا وصحة المسار المختار ؛

5) نظام مركزي للتحكم وإدارة الاقتصاد ؛

6) الغياب التام لحقوق الإنسان. الحريات والحقوق السياسية ثابتة رسميًا ، لكنها غير موجودة بالفعل ؛

7) هناك رقابة صارمة على جميع الأنشطة الإعلامية والنشر. يحظر انتقاد المسؤولين الحكوميين وأيديولوجية الدولة والتحدث بإيجابية عن حياة الدول مع الأنظمة السياسية الأخرى ؛

8.الشرطة والخدمات الخاصة ، إلى جانب وظائف ضمان القانون والنظام ، تؤدي وظائف الهيئات العقابية وتعمل كأداة للقمع الجماعي ؛

9) قمع أي معارضة أو معارضة من خلال الإرهاب المنظم والجماعي القائم على العنف الجسدي والروحي ؛

10) قمع الشخصية ، وتبديد الشخصية ، وتحويله إلى ترس من نفس النوع في آلة الدولة الحزبية. تسعى الدولة إلى التحول الكامل للإنسان وفق الأيديولوجية المعتمدة فيها.

باعتبارها العوامل الرئيسية التي ساهمت في تشكيل نظام شمولي في بلدنا ، يمكن للمرء أن يفرد العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

أدت التنمية الاقتصادية المتسارعة ، كما لوحظ في أحد الأقسام السابقة ، إلى تشديد النظام السياسي في البلاد. تذكر أن اختيار استراتيجية قسرية افترض إضعافًا حادًا ، إن لم يكن تدميرًا كاملاً ، لآليات السلع - المال لتنظيم الاقتصاد ، مع الهيمنة المطلقة للنظام الإداري والاقتصادي. كان التخطيط والإنتاج والانضباط الفني في الاقتصاد ، الخالي من أدوات المصلحة الاقتصادية ، أسهل من تحقيقه من خلال الاعتماد على الجهاز السياسي ، وعقوبات الدولة ، والإكراه الإداري. ونتيجة لذلك ، سادت في المجال السياسي نفس أشكال الطاعة الصارمة للتوجيهات التي تم بناء النظام الاقتصادي عليها.

إن تقوية المبادئ الشمولية للنظام السياسي كانت مطلوبة أيضًا من خلال المستوى المنخفض جدًا للرفاهية المادية للغالبية العظمى من المجتمع ، والتي صاحبت النسخة القسرية من التصنيع ، ومحاولات التغلب على التخلف الاقتصادي. لم يكن الحماس والقناعة لدى الفئات المتقدمة من المجتمع وحده كافيين للحفاظ على مستوى معيشة الملايين من الناس خلال ربع قرن من زمن السلم على المستوى الذي يوجد عادة لفترات قصيرة من الزمن ، في سنوات الحرب والاجتماعية. الكوارث. في هذه الحالة ، كان لا بد من تعزيز الحماس من خلال عوامل أخرى ، تنظيمية وسياسية في المقام الأول ، وتدابير تنظيم العمل والاستهلاك (عقوبات شديدة لسرقة الممتلكات العامة ، والتغيب عن العمل والتأخر عن العمل ، والقيود المفروضة على الحركة ، وما إلى ذلك). وبطبيعة الحال ، فإن الحاجة إلى اتخاذ هذه الإجراءات لم تساعد بأي شكل من الأشكال في إضفاء الطابع الديمقراطي على الحياة السياسية.

إن تشكيل نظام شمولي كان مفضلاً أيضًا من قبل نوع خاص من الثقافة السياسية ، وهي سمة المجتمع الروسي طوال تاريخه. فهو يجمع بين موقف الازدراء تجاه القانون والقانون وطاعة غالبية السكان للسلطة ، والطبيعة العنيفة للسلطة ، وغياب المعارضة القانونية ، وإضفاء المثالية على سكان رأس السلطة ، وما إلى ذلك (نوع ثانوي من الثقافة السياسية). هذا النوع من الثقافة السياسية ، الذي يميز غالبية المجتمع ، يتم إعادة إنتاجه أيضًا في إطار الحزب البلشفي ، الذي تم تشكيله بشكل أساسي من قبل أشخاص أتوا من الشعب. انطلاقاً من شيوعية الحرب ، فإن "هجوم الحرس الأحمر على رأس المال" ، وإعادة تقييم دور العنف في النضال السياسي ، واللامبالاة تجاه القسوة أضعف الإحساس بالصلاحية الأخلاقية ، وتبرير العديد من الإجراءات السياسية التي كان يجب أن يقوم بها نشطاء الحزب. ونتيجة لذلك ، لم يواجه النظام الستاليني مقاومة نشطة داخل جهاز الحزب نفسه. وبالتالي ، يمكننا أن نستنتج أن مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والثقافية ساهمت في تشكيل نظام شمولي في الاتحاد السوفياتي في الثلاثينيات ، نظام ديكتاتورية ستالين الشخصية.

كانت السمة الرئيسية للنظام السياسي في الثلاثينيات هي نقل مركز الثقل إلى الهيئات الحزبية والطوارئ والعقابية. عززت قرارات المؤتمر الخامس عشر للحزب الشيوعي (ب) دور جهاز الحزب بشكل كبير: فقد حصل على الحق في الانخراط مباشرة في إدارة الدولة والاقتصاد ، واكتسبت قيادة الحزب العليا حرية غير محدودة ، واضطر الشيوعيون العاديون إلى الانصياع الصارم المراكز الرائدة في التسلسل الهرمي للحزب.

إلى جانب اللجان التنفيذية السوفييتية في الصناعة والزراعة والعلوم والثقافة ، كانت لجان الحزب تعمل ، والتي يصبح دورها في الواقع حاسمًا. في ظل ظروف تركيز السلطة السياسية الحقيقية في لجان الحزب ، قام السوفييت بوظائف اقتصادية وثقافية وتنظيمية.

منذ ذلك الحين ، أصبح دخول الحزب في الاقتصاد والمجال العام سمة مميزة للنظام السياسي السوفيتي. تم بناء نوع من هرم إدارة الحزب والدولة ، احتل ستالين رأسه بحزم بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي البلشفي لعموم الاتحاد. وهكذا ، تحول المنصب الصغير في الأصل للأمين العام إلى منصب أسمى ، مما أعطى صاحبه الحق في السلطة العليا في البلاد.

ترافق التأكيد على سلطة جهاز الدولة الحزبي مع صعود وتعزيز هياكل السلطة في الدولة ، وهيئاتها القمعية. بالفعل في عام 1929 ، تم إنشاء ما يسمى بـ "الترويكا" في كل منطقة ، والتي تضمنت السكرتير الأول للجنة الحزب المحلية ، ورئيس اللجنة التنفيذية للمقاطعة وممثلًا للمديرية السياسية الرئيسية (GPU). بدأوا في إجراء محاكمات خارج المحكمة للمذنبين ، وإصدار الأحكام الخاصة بهم. في عام 1934 ، على أساس OGPU ، تم تشكيل المديرية الرئيسية لأمن الدولة ، والتي أصبحت جزءًا من مفوضية الشعب للشؤون الداخلية (NKVD). بموجبه ، يتم إنشاء مؤتمر خاص (OSO) ، والذي عزز على مستوى النقابات ممارسة الأحكام خارج نطاق القضاء.

بالاعتماد على نظام قوي من الأجهزة العقابية ، فإن القيادة الستالينية في الثلاثينيات من القرن الماضي تدير دولاب الموازنة بالقمع. وفقًا لعدد من المؤرخين المعاصرين ، اتبعت السياسة القمعية في هذه الفترة ثلاثة أهداف رئيسية:

1) تطهير حقيقي لـ "المتحللين" من سلطة الموظفين غير المنضبطة في كثير من الأحيان ؛

2) قمع في مهد مشاعر المقاطعات ، الضيقة ، الانفصالية ، العشائرية ، المعارضة ، ضمان القوة غير المشروطة للمركز على الأطراف ؛

3) إزالة التوتر الاجتماعي عن طريق تحديد الأعداء ومعاقبتهم.

المعطيات المعروفة اليوم عن آلية "الإرهاب الكبير" تسمح لنا بالقول إنه من بين الأسباب العديدة لهذه الأعمال ، كانت رغبة القيادة السوفيتية في تدمير "الطابور الخامس" المحتمل في مواجهة التهديد العسكري المتزايد أهمية خاصة.

خلال عمليات القمع ، تعرض الموظفون الاقتصاديون والحزبيون والدولة والعسكريون والعلميون والتقنيون ، وممثلو المثقفين المبدعين لعمليات التطهير. يتم تحديد عدد السجناء في الاتحاد السوفيتي في الثلاثينيات من خلال أرقام تتراوح بين 3.5 مليون و 9-10 ملايين شخص.

ماذا كانت نتيجة سياسة القمع الجماعي؟ من ناحية أخرى ، يجب الاعتراف بأن هذه السياسة رفعت حقًا مستوى "التماسك" بين سكان البلاد ، الذين تمكنوا بعد ذلك من الاتحاد في مواجهة العدوان الفاشي. لكن في الوقت نفسه ، من دون الأخذ بعين الاعتبار الجانب المعنوي والأخلاقي للعملية (التعذيب وموت الملايين من الناس) ، من الصعب إنكار حقيقة أن القمع الجماعي أفسد حياة البلاد. أدت الاعتقالات المستمرة بين رؤساء الشركات والمزارع الجماعية إلى انخفاض الانضباط والمسؤولية في الإنتاج. كان هناك نقص كبير في الأفراد العسكريين. تخلت القيادة الستالينية نفسها في عام 1938 عن القمع الجماعي ، وطهرت NKVD ، لكن هذه الآلة العقابية ظلت في الأساس كما هي.

خاتمة

نتيجة للقمع الجماعي ، تم توحيد النظام السياسي ، والذي يسمى نظام القوة الشخصية لستالين (شمولية ستالين). خلال القمع ، تم تدمير معظم كبار قادة البلاد. تم استبدالهم بجيل جديد من القادة ("مروجي الإرهاب") المكرسين بالكامل لستالين. وبالتالي ، فإن تبني قرارات مهمة بشكل أساسي انتقل أخيرًا إلى أيدي الأمين العام للحزب الشيوعي (ب).

عادة ما يتم تمييز أربع مراحل في تطور الشمولية الستالينية.

1. 1923-1934 - عملية تشكيل الستالينية ، وتشكيل اتجاهاتها الرئيسية.

2. منتصف الثلاثينيات - 1941 - تطبيق النموذج الستاليني لتطور المجتمع وخلق قاعدة بيروقراطية للسلطة.

3. فترة الحرب الوطنية العظمى ، 1941 - 1945 - التراجع الجزئي للستالينية ، وإبراز الدور التاريخي للشعب ، ونمو الوعي القومي ، وتوقع حدوث تغييرات ديمقراطية في الحياة الداخلية للبلاد بعد الانتصار على الفاشية.

4. 1946 - 1953 - ذروة الستالينية ، وتزايدها في انهيار النظام ، وبداية التطور التراجعي للستالينية.

في النصف الثاني من الخمسينيات من القرن الماضي ، أثناء تنفيذ قرارات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي ، تم تنفيذ إلغاء الستالينية الجزئي للمجتمع السوفيتي ، ولكن ظل عددًا من علامات الشمولية في النظام السياسي حتى الثمانينيات.

فهرس

1. فيليدوف أ. في الطريق إلى الإرهاب // أسئلة التاريخ. - 2002. - رقم 6.

2. Zelenin I.E. ذروة "الرعب الكبير" في القرية. زجزاجات السياسة الزراعية (1937-1938) // التاريخ الوطني. - 2004. - رقم 1.

3. تاريخ روسيا. روسيا في حضارة العالم. - م ، 1998.

4. تاريخ روسيا: كتاب مدرسي / أ. أورلوف ، ف. جورجييف ، ن. جورجيفا ، ت. سيفوخين. - الطبعة الثانية ، المنقحة. وإضافية - م: بروسبكت ، 2004.

5. Mikhailova N.V. التاريخ المحلي: كتاب مدرسي / إن في ميخائيلوفا. - الطبعة الثانية ، المنقحة. وإضافية - م: IMTs GUK من وزارة الشؤون الداخلية لروسيا ، 2002.

كانت هذه الفترة من أصعب الفترة في حياة الدولة. بعد كسر مقاومة معظم الجمهوريات التي لم ترغب في الانضمام إلى الاتحاد ، وإنهاء الحرب البلشفية البولندية دون جدوى ، شرع الاتحاد السوفياتي في طريق أن يصبح دولة خاصة به. مباشرة بعد تأسيس الاتحاد ، بدأ النضال ضد المعارضة. في أوائل عشرينيات القرن الماضي ، أجرى الاتحاد السوفيتي محاكمة للاشتراكيين الثوريين ، ونفذ دعاية نشطة مضادة للثورة ، وأنهت القتال ضد الحرس الأبيض ومقاومة جيوش المتمردين على الأرض.

أظهرت الاشتراكية قيد الإنشاء فشلها ، والذي بسببه قررت القيادة العليا للبلاد "التراجع إلى الرأسمالية" ، تم تقديم السياسة الاقتصادية الجديدة. في الوقت نفسه ، استمر ضغط جميع حركات المعارضة ، في عام 1924 ، اكتمل القمع الكامل للمناشفة ، وفقدوا مصداقيتهم تمامًا أمام الجمهور ، على الرغم من أن لينين لم يجرؤ على إبادتهم ، مفضلاً التدمير البطيء الشامل من خلال القيام " تعرض "أعضاء الحركة المنشفية.

خلال الحرب الأهلية ، كان الحزب البلشفي يتمتع بأعلى سلطة في الاتحاد السوفياتي ، وهنا ، في الواقع ، ساد نظام استبدادي. كانت الهيئة الرئيسية ، التي يسيطر عليها البلاشفة بالكامل ، هي المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري (ب). في عهد لينين ، لم يكن لهذه الهيئة سلطة كبيرة ، ولكن بعد مرضه ، ازداد تأثيرها. أ.ف. أصبح الأمين العام للجنة المركزية. Dzhugashvili (الرفيق ستالين) ، الذي كان بالنسبة له خطوة جادة في تحقيق السلطة الشخصية المطلقة ، على الرغم من أن لينين حاول منعه من ذلك.
تخلى دجوغاشفيلي عن فكرة "تصدير الثورة" ، وقدم فكرة جديدة ، يمكن على أساسها بناء الاشتراكية في إطار دولة واحدة. تم تبني أطروحاته في عام 1926 ، وبعد ذلك بدأ انهيار السياسة الاقتصادية الجديدة ، وبدأت محاولة جديدة لبناء الاشتراكية. هُزم خصم دجوغاشفيلي الرئيسي في الساحة السياسية ، تروتسكي ، وطُرد من الاتحاد السوفيتي.

وبحسب دجوجاشفيلي ، فإن مزارع الفلاحين الصغيرة لا تستطيع تزويد البلاد بكل ما هو ضروري ، واتهم ما يسمى بـ "الكولاك" ، الذين ينتجون الجزء الأكبر من المنتجات الزراعية في البلاد ، بالتخريب. بدأ الانتقال النشط إلى التصنيع في البلاد ، وأصبحت سياسة الحكومة المركزية أكثر صرامة - طُلب من المركز الوفاء بالمعايير المحددة ، بغض النظر عن أي ظروف. وصفًا موجزًا ​​لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في العشرينات من القرن الماضي ، يجب أن نضيف أنه مع نهاية هذه الفترة ، بدأ دجوغاشفيلي في الترويج لفكرة أن فشل الاشتراكية لم يكن سببًا للأفعال غير الكفؤة للسلطات ، ولكن على ما يسمى " أعداء الشعب ". خلال هذه الفترة ، كانت الآلة الدموية للقمع الستاليني قد بدأت للتو في اكتساب الزخم.